شرح مدرسة العلاج بالمعني د/ فرنكل. كيف تتخلص من الفراغ الوجودي.

Facebook: Asmaa.Alakied
أهم تقنيات الإرشاد (العلاج) بالمعنى.  تقنية العلاج بالمعني: اللوج ودراما. Logo-drama:
تستند هذه الطريقة على الإرشاد بالمسرحيات النفسية، يحكي كل فرد من أفراد المجموعة العلاجية قصة حياته، وبعد ذلك يطلب منه أن يتخيل الحياة وقد مضت به إلى الأمام وأنه الآن على فراش الموت ثم يتذكر حياته الماضية ليرى ما حققه من معان،
فمثل هذا التخيل يزيد من إحساسه بالمسؤولية في عمل التصحيحات الضرورية وتقرير محتوى الفصل الثاني من حياته المتبقية.

حيث يقدم "فرانكل" المثال التالي:
سألت سيدة: كم عمرك الآن؟ فأجابت ثلاثون عاما، فقلت لها لا، ليس ثلاثين، بل ثمانين عاما، وأنت الآن ترقدين على فراش الموت وعليك أن تعودي بذاكرتك إلى حياتك الماضية.

تُشكّل المسارات الثلاثة للمعنى أساسًا للعلاج بالمعني. ووفقا لفرانكل، يمكننا أن نجد المعنى عن طريق:
1. الانخراط في العمل أو فعل الخير.
2. تجربة شيء ما أو العثور على شخص ما.
3. الموقف الذي نتخذه تجاه المعاناة التي لا مفرّ منها.

١ـ إيجاد معنى في العمل الإبداعي.: القيم الإبداعية
عندما نكتشف أو نُنمّي شغفًا تجاه مشروع يتطلّب وقتًا وجهدًا إبداعيًا لتحقيقه، فإننا نوجه عقولنا نحو المعنى.
فمع مواجهتنا لكل يوم بشعورٍ من الإلحاح البهيج؛ نبحث بشكل غريزي عن التحفيز والإلهام لمساعدتنا على المضي قدما نحو تحقيق هدفنا، والشروع في إيجاد معنى في الأشياء والأفكار التي نبذناها في السابق واعتبرناها تافهة.

٢ـ إيجاد معنى في الحب: القيم التجريبية
ننخرط في علاقة حقيقية وأصيلة مع إنسانٍ آخر، ونحب هذا الشخص بطريقة غير أنانية، الحب هو أعلى وأسمى هدف يمكن للإنسان أن يطمح إليه. إن خلاص المرء يكون من خلال الحب، وفي الحب.
كيف لرجلٍ لم يتبقَ له شيء في العالم ما زال يعرف معنى النعيم، حتى وإن كان للحظةٍ وجيزة، من خلال التأمّل في محبوبه.

٣ـ إيجاد معنى في المعاناة: القيم التواقفية
ماذا يحدث إذا وجدنا أنفسنا في موقفٍ تكون المعاناة فيه أمرًا لا مفرّ منه؟
لو كان معنى في الحياة على الإطلاق، فلا بدّ من وجود معنى في المعاناة.
” إذا تمكّنا من التغلب على مشاعر الغضب والحزن التي نشعر بها نتيجة اضطرارنا إلى تحمّل الألم العميق والمعاناة، فسنتمكن من تحويل أنفسنا، إذ ليس هنالك دافعٌ أكبر للتغيير من وجود معاناة عميقة ودائمة".

ست خطوات لتحديد قيمك في الحياة: النظر في حياتك لمعرفة الأوقات التي شعرت بها بسعادة وثقة في اختياراتك.
الخطوة الأولى: حدد الأوقات التي كنت فيها أكثر سعادة: ماذا كنت تفعل؟ هل كنت مع أناس آخرين؟ ومن هم؟ ما هي العوامل التي ساهمت في سعادتك؟
الخطوة الثانية: حدد الأوقات التي كنت فيها فخورًا للغاية: لماذا كنت فخور؟ هل شاركك الآخرين شعورك بالفخر؟ ومن هم؟ ما هي العوامل التي ساهمت في شعورك بالفخر؟
الخطوة الثالثة: حدد الأوقات التي شعرت فيها بالرضا: ما هي الحاجات التي تحققت وشعرت معها بالرضا؟ كيف ولماذا أعطت هذه الحاجات معنى لحياتك؟ ما هي العوامل الأخرى التي ساهمت بشعورك بالرضا؟
الخطوة الرابعة: حدد قيمك بناءً على تجاربك في السعادة والفخر والرضا.
لماذا كل التجارب التي ذكرتها مهمة بالنسبة لك ولا تنساها؟ في بعض الحالات، سيكون من السهل معرفة القيم. على سبيل المثال: إذا كتبت "عندما قدمت هدية لوالدي" ردًا على سؤال الأوقات التي شعرت فيها بالرضا فإن "بر الوالدين" يمثل قيمة شخصية مهمة بالنسبة لك. بينما قد يتطلب البعض الآخر المزيد من العمل. على سبيل المثال: إذا كانت قصص رواد الأعمال الناجحين تعجبك، فربما أنت تقدّر "الإصرار" أو "الإنجاز". حاول أن تفحص إجاباتك وتستنبط منها القيم التي يمكن أن ترتبط بها.
الخطوة الخامسة: رتب الأولويات لقيمك العليا
تحديد الأولويات يساعدك في تحديد ما هو مهم بالنسبة لك. قد تتضمن قائمة القيم الإجمالية الخاصة بك قيمًا متباينة تمامًا. إذا كنت تقدّر الصدق والصحة والعطف والمغامرة وأشياء الأخرى فهذا لا يمنحك اتجاهًا واضحًا، ولكن إذا وضعت "الصحة" على رأس قائمتك فستعلم أن إنشاء روتين يومي للتمرينات الرياضية وتناول الوجبات الصحية يجب أن يكون في قائمة أولوياتك.
بالتأكيد ستعيش وفقًا لجميع القيم الموجودة في قائمتك، لكن وقتك وطاقتك محدودين؛ لذلك يساعدك تحديد الأولويات على إنفاقك على أهم الأشياء التي ستحقق أكبر ربح في حياتك من منظورك. خذ بعض الوقت لإعادة ترتيب القيم في قائمتك. كيف؟
• يمكنك استخدام نظام تسجيل النقاط والذي يعني إعطاء كل قيمة في القائمة درجة من عشرة، وثم إعادة ترتيبها بناءً على الدرجة.
• أو يمكنك مقارنة كل قيمة بدورها الذي تؤديه في حياتك من خلال تصور مواقف ترتبط بالقيم.
الخطوة السادسة: راجع قائمة قيمك: قيمك ذات الأولوية القصوى، وتأكد من أنها تتناسب مع حياتك ورؤيتك لنفسك. اسأل نفسك:
• هل تجعلك هذه القيم تشعر بالرضا عن نفسك؟
• هل أنت فخور بقيمك الثلاثة الأولى؟
• هل ستكون مرتاحًا وفخورًا بإخبار قيمك للأشخاص الذين تحترمهم؟