أخلاق خبيثة برنامج عوائق 38 للشيخ محمد جندية

الشيخ محمد جندية
الشيخ محمد جندية
180 بار بازدید - 2 هفته پیش - - لقد تظاهرت نصوص الشرع
- لقد تظاهرت نصوص الشرع في الحديث عن الأخلاق، فحثت، وحضت، ورغبت في محاسن الأخلاق. وحذرت، ونفرت، ورهبت من مساوئ الأخلاق.
ومع عظم تلك المنزلة لحسن الخلق؛ إلا أن كثيرًا من المسلمين قد فرطوا في هذا الجانب، فساءت أخلاق كثير منهم، وشاع بينهم مظاهر سوء الخلق، وأصبحوا فتنة لغيرهم، خصوصًا ممن يريد الدخول في دينهم؛ وذلك عندما يرى البون الشاسع بين حال المسلمين وبين ما يدعوهم إليه دينهم.
قال النبي ﷺ: «إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقًا، المتشدقون المتفيهقون الثرثارون»
بل إن سوء الخلق من أسباب دمار الأمم، وانهيار الحضارات، وصدق شوقي إذ يقول:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم       فأقم عليهم مأتمًا وعويلًا
يعني كبر عليهم أربعاً لوفاتهم
- بعض الناس يظن أو يرى أن الله تعالى خلقه بطباع معينة وأخلاق معينة؛ وسلوكيات معينة؛ فلا يسعى لتغيير سلوكه وأخلاقه؛ مع أن كل أمر في القرآن الكريم أو في حديث النبي ﷺ مما تعلق بفضائل الأعمال وحسن الأخلاق يرد هذا الذي تذكره؛ إذ لو عجز الإنسان عن تغيير نفسه وتحسين أخلاقه لكان الأمر بحسن الخلق عبثاً لا فائدة منه؛ إذ كيف يأمر الله عزوجل عبده بحسن الخلق إذا كان لا يستطيع أن يحسّن من أخلاقه؟ هذا تكليف بما لا يستطيع.
كيف يأمره بالانفاق والاحسان والصبر وقد خلقه بخيلاً حريصاً عجولاً؟!.
بما أن الله عزوجل أمر بحسن الخلق؛ فبإمكان العبد أن يتخلق به لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها؛ الله عزوجل لم يكلفنا ما لا نطيق؛ ولكن على العبد أن يجاهد نفسه حتى تحقق فيه الصفات التي يحبها الله عزوجل.
-أسباب ظهور سوء الخلق:
قال ابن القيم رحمه الله: «ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان: الجهل، والظلم، والشهوة، والغضب.
فالجهل يريه الحسنَ في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن، والكمال نقصًا، والنقص كمالًا. ويمكننا أن نقول هذا من عمل الشيطان أيضاً الذي يوسوس للإنسان؛ فيجعله يرى القبيح حسناً والحسن قبيحاً.
والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويحجم في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة، ويتكبر في موضع التواضع.
أما الشهوة فتحمله على الحرص، والشح، والبخل، وعدم العفة، والجشع والطمع، والذل والدناءات كلها.
والغضب يحمله على الكبر، والحقد، والحسد، والعدوان، والسفه.
ويتركب بين كل خلقين من هذه الأخلاق أخلاقاً مذمومة.
والأخلاق الذميمة يولد بعضها بعضًا، كما أن الأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضًا؛ فالحسنة
تجر إلى مثلها؛ والسيئة تجر أختها.
2 هفته پیش در تاریخ 1403/03/31 منتشر شده است.
180 بـار بازدید شده
... بیشتر