ترغيب الخارجين في سبيل الله | بيان باللغة العربية للشيخ/ سعد بن هارون الكاندهلوي حفظه الله

أمة الدعوة
أمة الدعوة
31 هزار بار بازدید - 9 سال پیش - #Arabic_Bayan_Molana_saad_sab{ شرع
#Arabic_Bayan_Molana_saad_sab

{ شرع الله تعالى الجهاد لنشر الإسلام وتذليل العقبات التي تعترض الدعاة في سبيل الدعوة إلى الحق }

إن من المقاصد العظيمة التي وَرد النَّصُّ عليها أن تكون هذه العبادة مقصودة لوجه الله تعالى وحده لا شريك له ؛ ومتى ما كان القَصْد منها غير ذلك فهو دليل على أنها عبادة فاسدة؛ غير مقبولة.
ولذلك لم ترد هذه المفردة المباركة في النصوص الشرعية إلا ومقرونة (بسبيل الله)؛ للدَّلالة على أهمية هذا الإرتباط؛ لأن الجهاد قد يكون لأغراض كثيرة لم يأمر بها الشرع؛ كما ورد في الصحيحين من حديث أَبِي مُوسَى، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
ومَنْ مقاصد هذه العبادة إيجاد أرضية صالحة لتبليغ الدعوة الربانية؛ وصَدُّ أي صَادٍّ يحول بين الناس وبين سماع الحجج الشرعية؛ ومتى ما استجاب الناس للدخول في هذا الدين أصبح جهادهم ضرباً من الطغيان والظلم؛ فالدعوة هي الأصل؛ والقتال فرع عنها؛ ولأن إزهاق النفوس ليس مِن مقاصد هذه العبادة.
ومِنْ أصرح ما يُبيِّن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ؛ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ؛ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ.
وقَتْل غير المسلمين غير مقصود لذاته؛ وإنما هو تبع؛ ومتى ما تحقَّق إقامة الملَّة، وتبليغ الشريعة صار القتل عندئذ ظلم، وخروج بهذه العبادة عن مقصدها.
ولذلك قال الشربيني في «مغني المحتاج»: (4/210): «وأما قتل الكفار فليس بمقصود حتى لو أمكن الهداية بإقامة الدليل بغير جهاد كان أولى من الجهاد».
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره: «ذكر تعالى المقصود مِن القتال في سبيله، وأنه ليس المقصود به سفك دماء الكفار، وأخذ أموالهم، ولكن المقصود به أن {يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} تعالى، فيظهر دِين الله تعالى على سائر الأديان، ويُدْفع كل ما يعارضه، من الشرك وغيره، وهو المراد بالفتنة، فإذا حصل هذا المقصود، فلا قتل ولا قتال».
وفي جواب اللجنة الدائمة على سؤال حول مشروعية الجهاد، قالت اللجنة:
شرع الله تعالى الجهاد لنشر الإسلام وتذليل العقبات التي تعترض الدعاة في سبيل الدعوة إلى الحق والأخذ على يد من تحدثه نفسه بأذى الدعاة إليه والاعتداء عليهم حتى لا تكون فتنة ويسود الأمن ويعم السلام وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ويدخل الناس في دين الله أفواجا. اهـ.
وبهذا تعلم أن جهاد الطلب لم يشرع فقط لمحاربة من يصدون عن الدعوة، بل من أهدافه كذلك كما تقدم أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {التوبة:33} هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الذي أمر أمراء الجيوش أن يخيروا الناس بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب هو سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم وغيره عن بريدة بن الحصين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم..........
وهو صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. ومن شأن المسلم أن يمتثل لقوله صلى الله عليه وسلم ولا يعارضه برأيه ولا بقول أحد من الناس كائنا من كان.
ولمزيد فائدة حول مشروعية الجزية والحكمة منهما راجع الفتوى رقم: 59982.
وكما يقول الدكتور عبد العزيز القارى :
فإن الجهاد بمعناه العام يشمل حياة الفرد والمجتمع كلها ، بجوانبها المختلفة الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والصراع فيه يشمل أعداء كثيرين، يشمل النفس وشهواتها والهوى، ووساوس الشياطين؛ شياطين الجن والإنس، ووساوس هؤلاء الشياطين على نوعين :نوع هدفه زرع الشبهات ، وآخر هدفه اتباع الشهوات؛ ومكافحة الأول بنشر العلم والعقيدة الصحيحة، ومقاومة الثانى بنشر الفضائل والأخلاق الحميدة وموعظة الناس لتقوية إيمانهم . وكل هذا وذاك من الجهاد الأكبر؛ خاصة أن أهل الشبهات وأهل الشهوات أصبحوا اليوم يستخدمون مختلف الوسائل المؤثرة : الإعلامية ، والتعليمية، والاقتصادية، وفى غالب الأحيان يتم ذلك بدعم وتخطيط من أهل السياسة والحكم والتنفيذ .

لمزيد اضغط على الرابط:
https://m.facebook.com/story.php?stor...
9 سال پیش در تاریخ 1394/08/23 منتشر شده است.
31,050 بـار بازدید شده
... بیشتر