القائد والمعلّم الحامي - الأحد الثاني بعد العنصرة، دعوة التلاميذ

Fr-Symeon Abouhaidar
Fr-Symeon Abouhaidar
173 بار بازدید - 2 ماه پیش - عظة الأب سمعان أبو حيدر
عظة الأب سمعان أبو حيدر في الأحد الثاني بعد العنصرة، دعوة التلاميذ
الأحد ٧ تمّوز ٢٠٢٤ - كنيسة الظهور الإلهي، النقّاش

القائد والمعلِّم الحامي

باسم الآب والابن والروح القدس. آمين،
يسير الرب يسوع، في إنجيل اليوم، على شاطىء حياتنا ويدعونا مباشرة نحن الموجودين بالقرب من جرن المعموديّة، كما التلاميذ عند البحيرة. ما معنى أن «نتبع المسيح»؟
١- القائد. «مُثَبِّتين عُيُوننا على يسوع، قائد إيماننا ومُكَمِّله» (عب ١٢: ٢). المسيح هو قائدنا، نحن نتطلّع إليه باستمرار كنموذج للإيمان. لقد عَبر ابن الله إلى التّجربة الإنسانية الكاملة لأنّه الشخص الوحيد في التاريخ الذي عاش بحسب الإرادة الإلهيّة. لاحظوا التعبير «مُثَبِّتين عُيُوننا على يسوع» يعني أن نُثَبِّتْ عُيُوننا عليه كلّ الوقت، كفعل قائم ومُستمّر، لا مجرّد إلقاء نظرة خاطفة عليه من وقت لآخر أو أن نذكره من وقت لآخر (أو يوم الأحد فقط!). يعني أن تبقى عيوننا مُثَبَّتة عليه دائمًا دون إغفال النظر إليه ولو للحظة واحدة! لا نأتي الكنيسة يوم الأحد لنحصل على «جرعة» من العلاج الديني!
ليس المسيح جُرعة بل مصدر تثبيت لنا. أي اهتمامنا الثّابت والمستمر. يجب أن يشغل عقولنا وقلوبنا دائمًا. وعندما «نجري بصَبر في السِّباق المرسوم لنا» علينا في كل الأوقات أن نعرف مكانه بالتحديد، يجب أن تبقى أعيننا مثبّتة عليه. أي يجب أن تصير حياتنا المسيحية «هوسًا به». علينا، كما أكّد بولس مرارًا، أن نكون «في المسيح»، أي أن يصير المسيح «حياتنا». المسيح قائد حياتنا ومُلهمها، ومصدر عشقنا الوحيد.
٢- المعلِّم. غالبًا ما يُدعى المسيح «رابي»، أي يا مُعلِّم. هو يدعونا أن نتعلّم منه. الكنيسة، من بين أمور أخرى، هي مدرسة نتعلّم فيها أن نتحرّر من الجهل والضلال.
ما المطلوب من المُتعلِّم؟ فوق كلّ شيء، القابليّة على التعلّم، أو التلمذة. تفترض التلمذة أساسًا المطواعيّة. على كلّ منّا أن يُصلّي كي يظلّ مطواعًا للتعلّم أي تلميذًا.
أوثق ضمانة ضدّ تعلّم أي شيء هو الشعور بأننا نعرفه مُسبقًا! «إني أعرف شيئًا واحدًا، وهو أني لا أعرف شيئًا»! (سقراط). لا يمكن تصوّر أي من الآباء القدّيسين يتكلّم على «مدى معرفته اللاهوتيّة»!
عندما يدعونا يسوع لنتعلّم منه، يضيف «لأنِّي وديعٌ ومُتواضعُ القَلب» (مت ١١: ٢٩). بما أنّ هذه هي ميزات المسيح معلّمنا، فما مستوى الوداعة والتواضع المطلوبان منّا كتلاميذ؟ كمسيحيين، نحن تلاميذ ليسوع المسيح المعلّم مدى الحياة، دائمًا على استعداد لمزيد من التعلُّم. متى احتفال «التخرّج» في الكنيسة؟ بالطبع في خدمة الجنّاز!
٣- الحامي. عندما نسير ورائه، لا يسبقنا المسيح بسرعة كي لا نفقد أثره، أو يفقد هو أثرنا، بل هو يدعمنا للاستمرار بالجهاد.
عندما كان بولس يعاني من مشاكل كثيرة في كورنثوس، قال له الربّ في رؤيا «لا تَخَفْ. بل تكلَّمْ، ولا تَصمُتْ. فأنا معك. ولنْ يُهاجمكَ أحدٌ فيُؤذيكَ» (أع ١٨: ٩-١٠). الأمر نفسه أكّده الرب للأحد عشر في الجبل «ها أنا مَعكُمْ كُلَّ الأيَّام إلى انقضاء الدَّهر» (مت ٢٨: ٢٠).
المسيح حاضرٌ ليحمينا كما فعل مع بولس. عندما نَعثُر، هو موجود ليمنع سقوطنا.  وهو الذي يُعيدنا إلى «السِّباق». وعندما نَتيه عنه، هو يترك الـ٩٩ خروفًا ويخرج ليطلُبنا. وعندما لا نعود نقوى على المشي، هو يحملنا. هو يَدعمنا وفي الفرح يُحصّننا وفي اليأس يجدّد إيماننا وفي التوبة يغفر لنا. في كل الأمور هو حامينا.
القائد، المسيح المعلّم، الذي نسير ورائه، هو مُحام حاضر دائمًا من أجلنا في أوقات الشدّة. هو الماء الحيّ في صحراء حياتنا. هو حُصننا وملجأنا في مِحَن حياتنا. هو شفاء قلوبنا ودواء جميع آلامنا.
هذا يا أحبّة، ما يعنيه أن نكون تلاميذ. الى هذا يدعونا قائدنا ومعلّمنا وحامينا، عندما يدعونا اليوم «هلُمَّ ورائي». آمين.
2 ماه پیش در تاریخ 1403/04/17 منتشر شده است.
173 بـار بازدید شده
... بیشتر