بيان باللغة العربية [] للشيخ عبدالوهاب في مركز الدعوة والتبليغ بالاردن

أمة الدعوة
أمة الدعوة
16.7 هزار بار بازدید - 8 سال پیش - { 4 }تتمة للمنشورات الثلاث
{ 4 }
تتمة للمنشورات الثلاث السابقة .
{ إنجازات دعوة العلامة الداعية والمجدد العظيم ــ داعية القرن العشرين ــ الشيخ / #محمد_إلياس_الكاندهلوى_ رحمه الله - }

حينما ذاع صيت أهل الدعوة والتبليغ فى أنحاء البلاد توجه إليها العامة والخاصة ، وأصحاب الثقافة والعلماء ليروا أعمالهم وكيف يواصلونها فى مثل تلك الظروف الحرجة ، كما أدلوا بآرائهم فى هذا المنهج وطرق استخدام الأساليب التى اختارها الشيخ / محمد إلياس رحمه الله .
ومن بين هؤلاء العباقرة نجد السيد / أبو الأعلى المودودى الذى يأخذ الموضوع بجدية ، طبقا لطبيعته الفذة وكونه صحفيا إسلاميا وداعية إلى الله ، فا يشأ الإدلاء برأيه إلا وقد حقق الموضوع ورآه رأى العين ودرسه حق الدراسة .
قام الأستاذ العلامة أبو الأعلى المودودى ــ رحمه الله ــ بزيارة الشيخ / محمد إلياس ومنطقة ميوات فى شهر شعبان عام 1358 ه الموافق 1938 م ، وبعد عودته من هذه الجولة كتب مقالا ، فيما رآه فى المنطقة من الأحداث والتغيرات التى حدثت بها خلال الآونة الأخيرة ، فى ( ترجمان القرآن ) عدد شعبان 1358 ه الموافق 12 أكتوبر 1939 م قال فيه :
( لقد زرت منطقة تتصل بمدينة دهلى ( عاصمة الهند ) وتعرف باسم ( ميوات ) وكنا نسمع - منذ فترة - عن حركة فعالة بدأت فيها تحت إشراف الشيخ / محمد إلياس والتى سارت أعمالها بهدوء وسكون تام دون أية أنواع من الدعاية ، ولكنها أحدثت انقلابا جذريا فى أوضاع تلك المنطقة فى البضع سنوات الأخيرة لأول مرة فى التاريخ .
إن المنطقة التى لم تتغير منذ قرون ، وكل جهود المصلحين - من الدعاة والحكومات - قد باءت بالفشل فى تثقيف قاطنيها ، تغيرت تماما فى فترة وجيزة من الزمن ، حتى أصبح هؤلاء الأشداء رحماء ومصلحين يدعون الناس إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
إن كل تلك الظروف أجبرتنى على أن أزور هذه المنطقة وأدرس الموضوع بجدية حتى أستطيع الإطلاع على تلك الأعمال والأساليب التى أدت إلى هداية قوم كاد أن يرتد اهله إلى الوثنية القديمة للأبد .
وها أنذا أقدم لقراء جريدة ( ترجمان القرآن ) النتائج التى وصلت إليها خلال دراستى أثناء تلك الرحلة ، حتى يتعرف المخلصون الذين يريدون خدمة الدين على الأساليب الناجحة فى ( مجال تبليغ الدعوة ) خاصة فى تلك الفترة الحرجة للمسلمين .
إن قوم ( مِيْوْ ) أى أهل منطقة ميوات يقطنون فى مديريات ( ألْوَرْ) و ( بهرت بور ) و ( جورجاوان ) ، وما حولها من المناطق المتصلة بها .
ولايقل عدد سكانها عن خمسة وثلاثين ومائة ألف نسمة ، وقد وصل إليهم الإسلام منذ قرون عديدة على يد الشيخ / نظام الدين محجوب إلهِىْ وخلفاؤه وتلاميذه ، ولكن سرعان ما رجع هؤلاء القوم إلى الجهالة القديمة بسبب عدم رعاية الملوك المسلمين وعدم عنايتهم بالتربية والتعليم ، فنتج عن ذلك أنهم تمسكوا بالتقاليد الوثنية واغتربوا عن الإسلام تمام الإغتراب ، فلم يبق عندهم من الإسلام شىء إلا أنهم يعرفون أنهم يُدْعَوْنَ بهذه التسمية فقط ، ومع ذلك فإنهم كانوا يسمون أنفسهم بأسماء الوثنيين مثل ( ناهرسنك ) و ( بهوب سنك ) و ( توتو ) وكانوا يربون ضفائر رؤوسهم ــ ان الوثنيين فى الهند يربون الضفائر كنذر لبعض آلهتهم ـ ، وكانوا يعبدون التماثيل ويستلهمون بها فى حاجياتهم ، ولذلك كان العامة لا يعرفون كلمة التوحيد لأنهم كانوا يجهلون الصلاة إسما وصورة ، وإن زار أحد المسلمين مناطقهم وصلى فى القرية لاجتمع الجمع من الرجال والنساء ظانين بأنه يعانى من الآلام أو أن به مسا من الجن ولذلك يفعل تلك الحركات ( أى الركوع والسجود ) .
وإلى جانب ذلك لا يعرفون شيئا عن الطهارة بل يعيشون عيشة نجسة وكانت توجد فيهم جميع التقاليد الهمجية والوحشية ، حيث كانوا يلبسون نصف اللباس كالهمج رجالا ونساءا ، عارين عن الحياء ، كما كان يعمهم السرقة والنهب ومعظم الأفعال الإجرامية وكأنها هى عادة الحياة ، وكان من الصعب أن يأمنهم المارة ، وكانوا يتشاجرون على أمور بسيطة واهية ثم تمتد جذور العداوة إلى ما لا نهاية .
وهكذا كانت تذهب كل قواهم الفطرية ضياعا فى اللهو واللغو وما لا تعنيه حياة الإنسان مما يؤدى إلى التخلف والفوضى والإنهيار التام .
وبدلا من أن يحاول أهالى المناطق المجاورة لهم اصلاحهم كان يسيطر عليهم الخوف والرعب ، بل أدت أعمالهم إلى العداوة المستمرة مع الجيران .

لمزيد اضغط على الرابط:
https://m.facebook.com/story.php?stor...
8 سال پیش در تاریخ 1395/10/01 منتشر شده است.
16,784 بـار بازدید شده
... بیشتر