محاولة محمد مظلوم الدليمي ،، المحاولة الأكبر والأهم ضد نظام الرئيس صدام حسين

مكامن التاريخ
مكامن التاريخ
73.4 هزار بار بازدید - 2 سال پیش - محاولة محمد مظلوم الدليمي الانقلابية
محاولة محمد مظلوم الدليمي الانقلابية (ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين)


بعد المحاولة الانقلابية الأولى على حكومة صدام حسين، قبل غزو الكويت، والتي وقعت في يناير/ كانون الثاني عام (ألف وتسعمئة وتسعين)، تفتحت أعين النظام واستفاق من حالة الاسترخاء والاطمئنان لضباط الجيش وأركانه، في المحاولة التي عرفت بمحاولة انقلاب الضباط الجبور، والتي قادها ضابط صغير من ضباط الدروع في قوات الحرس الجمهوري، هو النقيب سطم الجبوري واشترك معه في التخطيط لها النقيب مضحي علي حسين الجبوري.
وبسبب تسريب أحد الضباط المشاركين في المحاولة لبعض المعلومات السرية بعفوية لأخيه أملاً في أن يقوم بمساعدته، تبين لاحقاً بأن أخاه كان مخبراً، فوشى فيه وبمن معه، حتى وصلت المعلومة إلى جهاز الأمن الخاص المكلف بحماية الرئيس صدام، والذي كان يشرف عليه صهر الرئيس، ما أدى إلى حملة اعتقالات واسعة في صفوف الضباط الجبور، وأعدم مجموعة كبيرة منهم.
من جانب آخر كانت عشائر الدليم القوية غرب العراق تحظى بعلاقات متينة مع نظام صدام حسين، اذ لم يمنع اكتشاف النظام لخلية عسكرية صغيرة كانت تخطط للانقلاب في محاولة ثانية نهاية تشرين الأول/ اكتوبر عام (ألف وتسعمئة وواحد وتسعين)، من أن يصدر صدام حسين تعليماته بالعفو عن أعضائها لاحقاً، وكان يتزعم الخلية العسكرية ضابط صغير اسمه فصّال الدليمي، ومع أن أحكامًا بالإعدام كانت قد صدرت بحق أفراد الخلية، إلا أن متانة العلاقة بين النظام وتلك العشائر شجّع الرئيس العراقي على اتخاذ قرار غير عادي ومعتاد، بإطلاق سراح ابنائهم في منتصف العام (ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين).
حتى أتت المحاولة الأكبر والأهم، وهي محاولة انقلاب آمر قاعدة البكر الجوية غرب العراق اللواء الطيار محمد مظلوم الدليمي، والتي كان من المقرر تنفيذها في تشرين الثاني/ أكتوبر عام (ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين)،  وبحسب المعلومات التي نشرها العقيد الركن عبدالرزاق سلطان الجبوري، شريك اللواء الدليمي في المحاولة الانقلابية وأحد قادتها الذي تمكن من الفرار ونشر معلومات كثيرة في الصحافة عنها في منتصف التسعينيات، يذكر عبدالرزاق أنه تعرف على محمد مظلوم الدليمي في كلية الأركان عام (ألف وتسعمئة وستة وثمانين)، حيث كانا معاً في دورة الاركان المشتركة، وكانت وجهات نظرهما تجاه الوضع في العراق متقاربة إلى حد كبير.
ولد اللواء الطيار محمد مظلوم الدليمي قائد المحاولة الانقلابية في محافظة الأنبار التابعة لقضاء الرمادي، يعود انتمائه إلى عشرية البو علوان، أكمل دراسته في مدارس المحافظة والتحق بعدها بكلية القوة الجوية العراقية، والتي أنهى فيها دراسته، وتخرج منها برتبة ملازم طيار.
قام محمد مظلوم الدليمي ببدء التفكير بالقيام بانقلاب على حكومة صدام حسين، وبدأ بتشكيل مجموعته بالتنسيق مع عدة ضباط، كان من ضمنهم شاكر الزوبعي وهو ضابط متقاعد، العميد وضاح الشاوي قائد الفرقة سبعة عشر مدرعة، صالح محمد صالح، وعبد الرزاق الجبوري، وغيرهم، وذلك بهدف الإطاحة بنظام الحكم، وسمي تنظيم الدليمي السري "بخط الفرقان". ودارت الكثير من التكهنات لاحقاً حول وقت تشكيل التنظيم، حيث قيل في الغالب بأنه تشكل قبل انتهاء الحرب الإيرانية.

يقول العقيد عبد الرزاق الجبوري أحد شركاء الدليمي، في لقاء صحافي له نشر اواخر عام (ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين):
«كان بودنا القيام بتحرك لتغيير الوضع، لكن ظروف الحرب العراقية – الايرانية جعلتنا نؤجل التفكير بهذا الموضوع، وبعد غزو الكويت والانتفاضة وما تركته من انعكاسات على شعبنا، أخذنا نخطط لقلب نظام الحكم، وتسللت أنا عبر شمال العراق، إثر وضع خطة اطلقنا عليها (الفجر الصادق)».
وكانت أحد النقاط الهامة في هذه المحاولة الانقلابية، هي التقاء العقيد عبد الرزاق الجبوري بضباط من وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) ، في شمال العراق، حيث أبلغهم الجبوري ببعض المعلومات حول المحاولة الانقلابية طلباً لدعمهم، وهذه كانت سابقة في تعاون ضباط بهذا المستوى مع المخابرات الامريكية منذ عقود من الزمن.
السمة الأساسية في هذه المحاولة أنها كانت تعتمد على تحشيد كبير لفرق الحرس الجمهوري، والتي كان من المقرر أن تحاصر بغداد، ليقوم بعدها اللواء محمد مظلوم الدليمي باستخدام مروحيات طيران الجيش في الانقضاض على جميع مراكز النظام والقصور الرئاسية، والأماكن المحتملة لتواجد الرئيس، على أن يصاحب ذلك زحف أربع فرق مدرعة لمحاصرة بغداد. ولكن محاولة ضابط برتبة عقيد متقاعد من الدليم، في تجنيد بعض ضباط الاستخبارات، أدت إلى كشف المحاولة الانقلابية برمتها، واختراقها من قبل أجهزة النظام العراقي، قبل الاحتفال بعيد الجيش العراقي (ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين)، ما أدى إلى اعتقال مجموعة كبيرة جداً من الضباط والضباط المتقاعدين، والذين ينتمي أغلبهم إلى عشائر محافظة الأنبار، وتم تنفيذ حكم الاعدام بهم في أيار/ مايو (ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين).
وفور تسلم أهالي المعدومين جثث أبنائهم، قاموا بتشييعهم إلى مدينة الرمادي، فما كان من أبناء عشائرهم إلا الاتفاف حول الجنائز ومهاجمة كل المراكز الرسمية في محافظة الأنبار، وقاموا بترديد هتافات تدعو إلى اسقاط حكم صدام حسين، مما دفع محافظ المدينة عواد إلى إطلاق النار على المشيعين بقيادة قوة عسكرية، مما أثار غضب المشيعين، وأدى إلى قيامهم بإحراق مبنى المحافظة، والاستيلاء على عدد من مراكز الشرطة، وإطلاق سراح نزلاء السجون.
لتسقط المحافظة بيد المنتفضين ويهرب المحافظ البندر، والذي كان يشغل رئيس محكمة الثورة سابقاً، وهو ما دفع بوزير الداخلية حينها وطبان التكريتي، أخ صدام غير الشقيق، إلى قيادة فرقة من الحرس الخاص لقمع انتفاضة أبناء الدليم، مستخدماً عنفاً لم تشهده المدينة من قبل، مما حدا بالرئيس صدام حسين في محاولة لامتصاص غضب ضباط الدليم بإقالة وزير الداخلية من منصبه.
2 سال پیش در تاریخ 1401/03/29 منتشر شده است.
73,474 بـار بازدید شده
... بیشتر