شروح على تجليات الفلسفة العربية، الحنيفية المحدثة، الجزء الرابع

profnoor algeria
profnoor algeria
55 بار بازدید - 11 ماه پیش - جاءت الحنيفية المحدثة ضمن "فراغ
جاءت الحنيفية المحدثة ضمن "فراغ حضاري" خال من أي منظومة أومؤسسية سياسية ومعرفية مسبقة، بعكس ما كان موجودا في النطاق الحضاري المجاور: فارس وبيزنطا، هذا الفراغ الذي كان اللبنة الظرفية التي أحاطت مجئ الحنيفية المحدثة، والتي اكتملت بحمل المدونة الحنيفية لمضامين العودة الدائمة والمستمرة إلى الفطرة بما هي انتفاء للتقابل الوهمي بين التاريخين الطبيعي والروحي وبين المعطيين النقلي والعقلي؛ لكن قدر الحنيفية المحدثة أن تصطدم بالمدونات السابقة: الأفلاطونية والتوراتية المحدثتين، وذلك لعلّتين:
الأولى: هي الفتوح الجغرافية السريعة التي قام المسلمون للبلاد المجاورة التي كان يسيطر عليها المدونتان الأفلاطونية والتوراتية المحدثتين سيطرة فعلية عبر النخب ورمزية على الشعوب الأخرى.
الثانية: الحاجة التاريخية الملحة للتعقيل التي اقتضتها لحظة التدوين بحكم التباعد عن مرحلة التنزيل والدوافع إلى تجديد الفهم للدين بغاية إحيائه في النفوس.
فكان قدر الحنيفية المحدثة أن تخضع لمفارقة الفتوح الذي دفع بالمسلمين لـ(جهاد الطلب) الذي كان المدخل إلى الانفتاح على المدونات بما أدى إلى مقاومة الاندراج فيها (جهاد الدفع)، على أن سمة الحنيفية ليس الانزواء والانعزال لتحقيق الطهوري المطلقة، بقدر ما هو كدح وانخراط لتحقيق قيم الفطرة، قيم القرآن في التاريخ.
11 ماه پیش در تاریخ 1402/07/02 منتشر شده است.
55 بـار بازدید شده
... بیشتر