مدرسة إسكندرية اللاهوتية

Kyrollos kamal
Kyrollos kamal
1 هزار بار بازدید - 2 سال پیش - #حكاوي_قبطية
#حكاوي_قبطية #مدرسة_إسكندرية
مدرسة إسكندرية اللأهوتية

تمهيد :-


يوجد الكثيرين من الأقباط أعتمدوا فى قراءاتهم على بعض الكتب الغربية التي تتعمد تقليل دور الكنيسة المصرية المسكوني وتنكر دورها الرائد في قيادة العالم، ويريدون أن يقللوا من دور الكرسي السكندري من قيادة المجامع المسكونية، لكن هؤلاء قد تناسوا مكانة الإسكندرية عالمياً قديماً ودورها العلمي بل تعد الإسكندرية هي العاصمة العلمية الإولي والعاصمة الثانية بعد مدينة روما.


الإسكندرية قبل المسيحية :-


ولكي نتعرف على حقيقة الإمر علينا أن نتعرف على مكانة الإسكندرية ودورها العلمي، فلقد بني فيها بطليموس المدرسة الوثنية الشهيرة التي ذاع صيتها حول العالم وكان يقصدها الكثيرين لتلقي فيها العلوم والفلسفة والطب والتشريح وكان لا مثيل لها في الدراسات وكان هدف طلابها أن ينالوا العلم ويكونوا علي درايا عالية من المعرفة تمكنهم من المراكز المرموقة فى الدولة بجانب ذلك اتعرف عن أساتذتها وطلابها الفساد الأخلاقي والأنحلال الخلقي.

بالأضافة لوجود الكثير من المدارس والمكتبات مثل مدرسة السيرابيوم ومكتبة المتحف التي ضمت وحدها مائتين وخمسائة ألف كتاب، بجانب المدارس اليهوية فاليهود كانوا يتمتعون بحي خاص بهم فى الإسكندرية وهو حي راكوتي " الشاطبي حالياً"

كل هذه الظروف جعلت من الإسكندرية مدينة العلماء وبيت العلوم ومكان لنشر الثقافات والفلسفات المختلفة بجانب الفلسفات اليونانية، وكان التحدي كبير جداً علي القديس مرقس لكي يستطيع أن يبشر فى الإسكندرية بل ويضمن ثبات وأستمرار كنيسته التي أسسها فى الإسكندرية.


نشأة مدرسة الإسكندرية :-

جاء مارمرقس وأسس كنيسة الإسكندرية، ورأي أن عليه أن يؤسس مركز علمي تعليمي لكي يستطيع أن يضمن ثبات وأستمرار البشارة بالسيد المسيح ،فكانت فكرة أن يؤسس فى الإسكندرية مدرسة لدراسة للعلوم الدينية و اللاهوتية بل و شتي أنواع العلوم وبذلك تكون هذه المدرسة أقدم مدرسة ومركز للعلوم اللاهوتية فى تاريخ المسيحية.




منهج مدرسة الإسكندرية اللاهوتية :-

بدأت هذه المدرسة فى أول الإمر علي تعليم المسيحية للموعوظين ولم يكن لها مكان قائم بها بل كان علي المعلم أن يعطي تلاميذه فى أي مكان متاح لهم وحيثما وجد المعلم وجدت المدرسة

وكان يأتي إليها أمم ويهود ليتعلموا المبادئ والتعاليم المسيحية والإيمان السليم قبل أن يتأهلوا لنوال سر العماد المقدس ، ولقد ضمت هذه المدرسة طلاب من الجنسين ولم تفرق بين رجل وأمرأه أو عبد أو سيد فى وقت أمتاز به التفرقة والتمييز.


منذ القرن الثاني بدأت مدرسة الإسكندرية فى الأنفتاح كما قام العلامة ألكيمندس السكندري بوضع نظام جديد فى الدراسة بالمدرسة وهو وضع مناهج لدراسة الفلسفات والعلوم الأخري لجذب الطلاب ومعرفة الرد علي الوثنين.

وصار الدراسة فيها علي مراحل وبالتدريج فالمرحلة الأولي وهي دراسة العلوم غير دينية لغير المسيحيين ليتعرف طالبوا العماد علي أساسيات المسيحية دون الدخول فى حرب مع الفلاسفة.

المرحلة الثانية يضع منهج أخلاقي هدفه الثبات في القداسة والثالث منهج متقدم بمعرفة الحق الألهي، بالأضافة أن العبادة تمارس بجانب الدراسة وكان المعلمين فى غاية القداسة والزهد، طبقوا فى هذه المدرسة منهج البحث العلمي والبحث والتنقيب والمناقشة المستمرة .


التفسير الرمزي :-

كان الهدف الرئيسي من مدرسة الإسكندرية هو شرح كلمة الله بطريقة روحية وكانت تعتمد فى مناهجها على طريقة الرمز والتفسير الرمزي لأيات الكتاب المقدس ولم تميل مدرسة الإسكندرية إلى التفسير الحرفي كما تبنته مدرسة أنطاكية وكان منهجها هذا سبباً فى أن تخرج لنا الكثير من المهرطقين.


مدرسة الإسكندرية والكنيسة القبطية:-

ساهمت مدرسة الإسكندرية فى نمو وتطور وتعلم المسيحيين فى الإسكندرية وكانت جزء لا يتجزأ من الكنيسة، وبسبب هذه المدرسة وطرق التدريس فيها أستطاعت المسيحية أن تنتشر بين كل الطبقات والفئات المجتمعية فى الإسكندرية ، ومنهج هذه المدرسة جعل من أساتذتها وطلابها رجالاً مسكونيين أستطاعوا أن يدافعوا عن الإيمان ويردوا الهرطقات ولا تتعجبوا من ذلك لأن الشعب المصري شعب محب لله بطبعه بالإضافة الى تعليمه اللأهوتي الذي تعلمه من خلال أباء الكنيسة جعله شعب حافظاً للتقليد الرسولي.



نهاية مدرسة الإسكندرية:-

كان أخر من تولي مدرسة الإسكندرية اللاهوتية هو القديس البابا ديسقورس ال 25 وبعد أن أنقسمت الكنيسة فى مجمع خلقيدونية سنة 451م أدي ذلك لأضمحلال وضعف دور مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأنتقل التراث العلمي واللاهوتي إلي أديرة وادي النطرون الذين حملوا الراية بعد مدرسة الإسكندرية وكان لهم دور كبير فى نشر العلم الكنسي حتي تم أحياء مدرسة الإسكندرية من خلال المدارس الإكليريكية من خلال الدور الكبير الذي بدأه وقام به البابا كيرلس الرابع أبي الأصلاح ومهد لأنشاء مدرسة إكليريكة لتعليم رجال الدين فى الفجالة سنة 1862م ثم أفتتحت بعد ذلك المدرسة الإكليريكية سنة 1874م ثم أستكمل البابا كيرلس الخامس العمل علي أحياء الأكليريكية مرة أخري وأفتتاحها من جديد سنة 1892 م وكان يديرها الأستاذ يوسف منقريوس وأستلم الراية من بعده القديس حبيب جرجس حتي صار الراهب أنطونيوس السرياني أسقفاً للتعليم وأهتم بالمعاهد الدينية وأحياها من جديد

ختاماً:-

وختاماً لهذا الجزء الخاص بمدرسة الإسكندرية أريد أن أرد علي من يقلل من شأن الكنيسة القبطية ودورها القيادي فى المجامع المسكونية مستعرياً كلمات أحدي علماء التاريخ والأثار و هي مارجريت مري التي قالت "كان المسيحيون فى مختلف الأصقاع جماعات صغيرة متفرقة أما مسيحيو مصر فكانوا هيئة منظمة بلغت من القوة جداً أمضي إلي جعل المسيحية الدين الرسمي للبلاد سنة 381 م ولهذا يحق لمصر أن تفتخر بأنها أول قطر مسيحي فى العالم".
2 سال پیش در تاریخ 1401/02/30 منتشر شده است.
1,064 بـار بازدید شده
... بیشتر