هل من طبيب لداء الحب | البارودي "بصوت عبدالله العنزي"

عبدالله العنزي - أبو أصيل
عبدالله العنزي - أبو أصيل
63.1 هزار بار بازدید - 5 سال پیش - يقول عنه المؤرخ عبدالرحمن الرافعي
يقول عنه المؤرخ عبدالرحمن الرافعي :
ولد البارودي سنة 1840، وهو ابن أحد ضباط المدفعية في الجيش المصري، وسمي البارودي نسبة إلي إيتاي البارود التي كان أحد أجداده الأمير مراد البارودي ملتزما لها في عهد الالتزام، وقد تلقي العلم أول ما تلقاه علي أيدي أساتذة خصوصيين في سراي والده بغيط العدة (القريبة من باب الخلق) والمعروفة بسراي البارودي.

ولما بلغ الثانية عشرة من عمره انتظم في المدرسة الحربية، وتخرج فيها سنة 1855، والتحق بخدمة الجيش المصري، وأخذ يترقي حتي بلغ رتبة أميرالاي، وخاض غمار الحروب في ثورة كريد سنة 1866 اذ كان ضابطا في الجيش الذي أنقذته مصر لإخماد تلك الثورة، وانتصر علي الثوار في مواقع عدة.

ويقول الرافعي أيضا وهو يتحدث عن حياته:
ولما شبت الحرب بين تركيا وروسيا سنة 1877 أنفذت مصر جيشا لنجدة تركيا كان البارودي من ضباطه، وأبلى في الحرب بلاء حسنا، وصقلت المعارك مواهبه الشعرية، ولما عاد إلي مصر رقي إلي رتبة اللواء، وعين مديرا للشرقية، وكان محافظا للعاصمة حين ألف شريف باشا وزارته الثانية سنة 1879 في أوائل عهد الخديوي توفيق، واختاره فيها وزيرا للمعارف والأوقاف، واشترك في حوادث الثورة العرابية، وكان من زعمائها المشار إليهم بالبنان، وتولي رئاسة وزارة الثورة سنة 1882 وكانت الهزيمة ونفي مع زملائه إلي جزيرة سيلان (سرنديب) وظل في منفاه - نيفا وسبعة عشر عاما وأسبغ عليه النفي سمات التضحية والبطولة.

كان محمود سامي البارودي مثلا عظيما للمصري الذي يحب تراب وطنه، ومثالا للمواطن المخلص الذي يريد أن تتحرر بلاده من سيطرة الأجانب علي مقدراته، فلم يعجبه تخاذل الخديوي

وأسند الخديوي وزارة الحربية إلي محمود سامي البارودي مع احتفاظه بوزارة الأوقاف ومن هنا اقترب البارودي من الثوار، لعلمهم أنه خير نصير لهم في الحكومة

ومرت الأيام..
وتأزم الموقف بين العرابيين والخديوي من ناحية، وبين العرابيين والتدخل الأجنبي متمثلا في محاولة استعمار انجلترا لمصر، فقد ظلت تتربص بها الدوائر، وتثير الفتن، وتوقيع بين الخديوي والعرابيين حتي تهييء المناخ المناسب لاحتلال مصر.

وكان محمود سامي البارودي يعرف كل ذلك، ويؤمن بالثورة العرابية إيمانا راسخا، بل كان يتمني أن يزول النظام الخديوي بكل غبائه، ومما يرويه عرابي في مذكراته:
'جاءني محمود سامي باشا ذات يوم وأطنب في الثناء علي قيامي بنشر راية الحرية في مصر بعد خمسة آلاف عام علي المصريين الذين يرسفون في قيود الاستبداد والاضطهاد، ثم أقسم أنه مستعد لأن يضحي بحياته ويجود سيفه، ويجدد بآخر أنفاسه وآخر نقطة من دمه، وينادي بي خديويا علي مصر اذا ما أردت ذلك.
وقلت له يامحمود باشا إني لا أريد سوي تحرير البلاد، ولا أري سبيلا إلا بالمحافظة علي الخديوي كما صرحت مرارا وتكرارا، وليس لي أصلا أي طمع في الاستئثار بالمنافع الشخصية، ولا أريد انتقال الأريكة الخديوية إلي عائلة أخري بما في ذلك من الضرر
وقال محمود باشا:
- أنا لا أقول إلا حقا وأنت أحق بهذا الأمر مني ومن غيري.
وشكرته وانتهي الأمر'.


وتمضي الأحداث بما لاتشتهي السفن، وتهزم الثورة العرابية، وينفي زعماؤها إلي جزيرة سيلان.. حيث عاشوا هناك الغربة والاغتراب.

وفي الغربة كان البارودي يحس بالألم والحزن لما آل إليه كفاح الثورة العرابية، ومحاولاتها بعث الروح في مصر، وتحريرها من كل القيود، والأخذ بها إلي واقع جديد، وحياة جديدة، كلها العزة والتحرر الوطني، وإبعاد غيوم التبعية وهوان الاستعمار عنها، ولكن حدث ما حدث وسقطت مصر في يد من لايرحم، وعاش زعماء الثورة بعيدا عن أرض الوطن.. حيث الغربة واليأس، والخوف من المجهول.

ووسط هذا الجو الملبد بالغيوم، كان البارودي يستحث شعره ليعبر به عما يلاقي.

وتوالت الأعوام وزعماء الثورة العرابية يلقون حظهم العاثر في تلك الجزيرة المعزولة، وكان شعورهم بالأمس أكبر من احتمالهم، فانهارت روحهم المعنوية!

وقد أصيب البارودي بارتشاح في القرنيتين أفقده نور عينيه، وقررت جمعية الأطباء لزوم عودته إلي مصر لمعالجته في المناخ الذي ولد فيه وألفه، وصادق علي ذلك حاكم الجزيرة، فأصدر الخديو عباس حلمي الثاني أمرا بعودته إلي مصر، فرجع في شهر سبتمبر سنة 1900، وعفا عنه الخديوي ومنحه حقوقه المدنية ورد إليه أملاكه الموقوفة، وحصل على متجمد ريعها من ديوان الأوقاف، ولكن لم يعد إليه بصره، وتوفي في 12 ديسمبر سنة 1904م.

القصيدة بدون مؤثرات :
https://1.top4top.net/m_1360jl1ts1.mp3
5 سال پیش در تاریخ 1398/07/03 منتشر شده است.
63,118 بـار بازدید شده
... بیشتر