أراك عصي الدمع بصوت أحمد فاخوري

Ahmad Fakhouri
Ahmad Fakhouri
479.2 هزار بار بازدید - 5 سال پیش - أبو فراس الحمداني من اهم
أبو فراس الحمداني من اهم الشعراء العباسيين كان اميرا وفارساً مقداماً وقال اشهر قصائده في الاسر .. ولم تعرف له حبيبة .


علاقة أبي فراس بسيف الدولة لم يكن لليتم أثرٌ في حياة أبي فراس الحمداني فقد عوضه الله بوالدته التي ساعدته على صعود درجات المجد مذللةً كل العقبات التي قد تعترضه في أثناء صعوده، وقد ساعدها على ذلك ذكاؤه وشخصيته التي اكتسبت الخصال الحميدة من عائلته العريقة، كما أعانها ابن عمه وزوج أخته سيف الدولة الذي أخذ على عاتقه تجهيزه ليصبح فارساً شجاعاً إذ إنّه كان يستبشر به خيراً وكان معجباً بمناقبه، وحين استولى على حلب اصطحبه معه حيث أقام هو وأسرته، وأحضر له المعلمين الذين علموه كافة العلوم الفكرية والأدبية.[٩] قضى أبو فراس معظم سنين حياته في حلب التي امتازت آنذاك ببيئتها الراقية التي لم يكن لها مثيل بين بيئات العالم الإسلامي في تلك الفترة، لا سيما في مجالات الفكر والأدب، وكان هذا بفضل سيف الدولة الحمداني الذي كان محباً للأدب والفكر، فاشتهر بلاطه في حلب بالحشد الكبير من العلماء والأدباء الذين أقاموا في كنفه وتحت رعايته، وقد ذكر الثعالبيّ هذا الأمرعند حديثه عن سيف الدولة الحمداني فقال: (وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود، وقبلة الآمال، ومهبط الرجال، وموسم الأدباء وحلية الشعراء)، ويقال: (إنّه لم يجتمع قط بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ).[٩] كان لهذه الحياة التي عاشها أبي فراس في ظل سيف الدولة وقربه منه الأثر الكبير في حياته، لما تمتع به ذلك الرجل من صفات نبيلةٍ فقد كان شجاعاً كريماً مهيوب الجانب، يمتلك القدرة على اصطفاء الرجال ووضعهم في مكانهم المناسب، فهو لم يخطئ في تقدير مواهب أبي فراس فصنع منه شخصية فذة كان لها دور كبير في حياة الدولة الحمدانية السياسية، وشاعراً ترك إرثاً أدبياً عظيماً.[٩] أسر أبي فراس الحمدانيّ كثرت الغزوات المتبادلة بين الروم والحمدانيين في زمن أبي فراس الحمداني، فوقع في الأسر مرتين على إثر تلك الغزوات، فقد وقع أول مرة في الأسر سنة (347هـ 959م) فاقتاده الروم إلى منطقة خرشنة وهي منطقة تقع على الفرات وكان فيها حصن منيع، غير أنّ مدة أسره لم تكن طويلة ويقال إنّه تخلص من أسره عن طريق الفدية حيث افتداه سيف الدولة الحمداني، كما يقال إنّه استطاع الهرب، وذكر ابن خلكان: (أنه ركب جواداً وقفز من أعلى الحصن إلى الفرات، وهي شجاعة ما بعدها شجاعة).[١٠] أُسر أبو فراس مرة أخرى حين سقطت منبج في أيدي الروم سنة (350هـ-962 م) ونقل إلى القسطنطينية ومكث فيها طيلة فترة سجنه التي دامت أربع سنوات إلى أن استعاد سيف الدولة قوته وترتيب جيشه وشنّ هجوماً على الروم فانتصر عليهم، واستطاع تحرير حلب واستعادة ملكه من الروم وأسر بعضهم، وكان هذا سنة (354هـ 966م)، حينها قام سيف الدولة بافتداء أسرى المسلمين ومن بينهم أبو فراس، وقد نظم أبو فراس أجمل قصائده الشعرية في فترة أسره وكان من أجملها قصيدته الرائية الشهيرة التي قال فيها:[١٠] أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟ بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ! إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ صفات وأخلاق أبي فراس الحمدانيّ تحلى أبو فراس بأخلاق حميدة وفاضلة ميزته عن غيره، وكانت سبباً في غيرة الكثيرين منه بل وحسدهم له، فقد كان ذا نفسٍ نقية وعفيفةٍ، ولم تقده أهواؤه إلى الرذيلةِ فلم يكن يقترب من الشرب والمجون، فأتى شعره متّسماً بفضائل الأخلاق، وعبّر عن عفّة نفسه في الأبيات الآتية:[٦] لَئِن خُلِقَ الأَنامُ لَحَسوِ كَأسٍ وَمِزمارٍ وَطُنبورٍ وَعودِ فَلَم يُخلَق بَنو حَمدانَ إِلّا لِمَجدٍ أَو لِبَأسٍ أَو لِجودِ من القيم الشخصية التي يدافع عنها أبو فراس ويتشبث بها صفة الصبر على الشدائد فهو الصَبور حتى لو استنزفه صبره كلّ طاقته، وهو الجريء في قول الحق وقد تجلّى ذلك في قوله:[٦] صبورٌ ولو لم تبق منّي بقيّةٌ قؤولٌ ولو أنّ السيوفَ جوابُ كان أبو فراس أيضًا شهماً جواداً مضيافاً، ويعامل من يجاوره باحترام ويمنحه الإحساس بالأمان، فقد طبع على أخلاق العرب الأصيلة، فقال:[٦] أنا الجارُ لا زادي بطيءٌ عليهمُ وَلا دُونَ مَالي لِلْحَوَادِثِ بَابُ من المبادئ التي لم يكن أبو فراس يحيد عنها حفظ السر وعدم نشره لحفظ الود بين الناس، فقال معبراً عن ذلك:[٦] يا قوم إني امرؤٌ كتومٌ تصحبني مُقلةُ نُمومِ كان أبو فراس يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويتمنى أن يتحلى بها جميع الناس، ويرى أنّ الخلق الحسن يتمثل في الإخلاص للصاحب وحفظ ودّه في غيابه وفي حضوره فقال مادحاً أحدهم على حسن خلقه:[٦] خالصَ الودِ صادقَ الوعدِ، أُنسي في حضوري محافظٌ في مَغيبي وفاة أبي فراس الحمدانيّ توفي الفارس أبو فراس الحمداني الذي عاش حياته مقاتلاً وأسيراً سنة (356هـ -966م) أي بعد عامٍ واحد من خروجه من سجنه، وترجّل عن صهوة جواده وهو في ريعان شبابه حيث كان عمره سبعة وثلاثين عاماً، وقد قدر له أن يموت في ميدان المعركة، إذ تقول الرواية أنّه حين أراد الاستيلاء على مدينة حمص وقعت معركة بينه وبين أعدائه فسقط فيها قتيلاً رحمه الله.[٢] #أحمد_فاخوري #ترندينغ #بي_بي_سي
5 سال پیش در تاریخ 1398/09/09 منتشر شده است.
479,200 بـار بازدید شده
... بیشتر