الحكواتي 1 | فرحة تأليف انطون تشيخوف القاء خالد عطير

Khaled OTEAR
Khaled OTEAR
1.2 هزار بار بازدید - 4 سال پیش - ” فرحة ” ـ قصّة
” فرحة ” ـ قصّة قصيرة لـ أنطون تشيخوف
كانت الساعة الثانية عشرة ليلا. اندفع ميتيا كولداروف إلى شقة والديه منفعلا منفوش الشعر، ومضى يروح ويجئ بسرعة فى جميع الغرف ٠ وكان الوالدان قد أويا إلى الفراش . ورقدت أخته فى سريرها تقرأ آخر صفحة فى الرواية . أما إخوته التلاميذ فكانوا نائمين.
وقال والداه بدهشة :
– من أين جئت؟ ماذا بك؟
– أوه ، لا تسألا! لم أتوقع أبدا ذلك! كلا، لم أتوقعه أبدا! إنه. . إنه غير معقول!-
وقهقه ميتيا، وجلس فى الفوتيل وهو لا يقوى على الوقوف من فرط
السعادة.
– هذا غير معقول! لا يمكن أن تتصوروا! انظروا! قفزت أخته من الفراش، وأسدلت على كتفيها البطانية واقتربت من أخيها. واستيقظ التلاميذ.
– ماذا بك؟ إنك شاحب جدا!
هذا من الفرحة يا ماما! فالآن أصبحت روسيا كلها تعرفنى! كلها! من
قبل لم يكن أحد غيركم يعرف أنه يوجد فى الدنيا المسجل الاعتبارى (1) ديمترى كولداروف، أما الآن فروسيا كلها تعرف ذلك ! ماما! يا إلهى!
قفز ميتيا، وجرى فى غرف البيت ثم عاد إلى مجلسه.
– ولكن ماذا حدث؟ هل أوضت لنا!
— إنكم تعيشون كالوحوش البرية، لا تقرأون الصحف،ولا تهتمون أبدا بما ينشر، بينما فى الجرائد أشياء رائعة ! فإذا حدث شيئ يصبح معروفا على الفور، ولا يخفى أبدا! كم أنا سعيد! يا إلهى!
الجرائد لا تكتب إلا عن مشاهير الناس فقط، وإذا بهم فجأة يكتبون عني!
– ماذاتقول! أين؟
امتقع الأب. ونظرت الأم إلى الأيقونة ورسمت علامة الصليب. وقفز التلاميذ فى قمصان النوم القصيرة فقط واقتربوا من أخيهم الأكبر.
– نعم! كتبوا عني! الآن تعرفني روسيا كلها! خبئي يا ماما هذا العدد واحتفظي به للذكرى! سوف نقرؤه أحيانا. انظروا!
وأخرج ميتيا من جيبه عددا من جريدة وأعطاه لأبيه وهو يدس اصبعه فى موضع محاط بخط قلم أزرق.
– اقرأ!
وارتدى الوالد النظارة.
– هيا اقرأ!
ونظرت الأم إلى الأيقونة ورسمت علامة الصليب. وتنحنح الأب
وشرع يقرأ:
– ((فى ٩ ٢ ديسمبر، فى الساعة الحادية عشرة مساء كان المسجل الاعتبارى ديمترى كولداروف ..
– هل رأيتم؟ هل رأيتم أكمل!
– كان المسجل الاعتبارى ديمترى كولداروف خارجا من الحانة الواقعة في شارع مالايا برونايا، فى منزل كوزيخين، وهو فى حالة سكر ٠ ٠
– شربت مع سيميون بتروفتش . . وصفوا حتى أدق التفاصيل! أكمل!
بعده! اسمعوا!
– وهو فى حالة سكر فزلت قدمه وسقط تحت حصان حوذى كان واقفا هنا، ويدعى إيفان دروتوف من قرية درويكينا بناحية يوخنوف. وذعر الحصان فخطا من فوق كولداروف وسحب من فوقه الزحافة التى
كان جالسا فيها ستيبان لوكوف التاجر من الدرجة الثانية بموسكو، وانطلق عبر الشارع وتمكن البوابون من الإمساك به. ونقل كولداروف الذى كان فاقد الوعى إلى قسم الشرطة حيث أجرى له كشف طبي ٠ واتضح أن الضربة التى تلقاها فى مؤخرة رأسه. .
– إنها من اصطدامي بذراع الزحافة يا بابا. أكمل، اقرأ بعد ذلك!
– . . التى تلقاها فى مؤخرة رأسه تعتبر من الضربات الخفيفة. وقد تم تحرير محضر بالواقعه. وأجري للمصاب إسعاف أولى. .))
– نصحونى بأن أبلل مؤخرة رأسي بالماء البارد.
حسنا، هل رأيتم؟ هه؟ هكذا! الخبر الآن ينتشر فى روسيا كلها! هات الجريدة!
وخطف ميتيا الجريدة وطواها، ودسها فى جيبه.
– سأسرع إلى آل هكاروف لأريها لهم. . ينبغى أن أريها أيضا لآل
إيفانيتسكى، ولنتاليا إيفانوفنا، ولأنيسيم فاسيليتش! أنا ذاهب! وداعا!
وارتدى ميتيا العمرة ذات الشريط المعقود وانطلق إلى الشاع منتشيا
فرحا.


( ١ )المسجل الاعتبارى رتبة من أدنى الرب المدنية فى روسيا


القاء صوتي : خالد عطير


تصميم وتنسيق صوتي :
#خالد_عطير
#انطون_تشيخوف




الموسيقى المستخدمه في المقطع :
موسيقى مسلسل الأوراق المتساقطة - بيانو
عزف : Salma Nweilati



رابط المقطع :

موسيقى مسلسل الأوراق المتساقطة - بيانو


روابط قنوات Salma Nweilati



يوتيوب Salma Nweilati :

@salmanweilati
انستغرام Salma Nweilati :
Instagram: pianistsalma
4 سال پیش در تاریخ 1399/10/11 منتشر شده است.
1,259 بـار بازدید شده
... بیشتر