خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام | أباذر الحلواجي - Khotba of Imam Sajjad
295.8 هزار بار بازدید -
4 سال پیش
-
خطبة مرتجلة على لسان أحد
خطبة مرتجلة على لسان أحد الأسارى في الشام وهو حجة الله على أرضه الإمام علي بن الحسين (ع) تُعد من أعظم الخطب بلاغةً وفصاحةً في بيان مقام أهل البيت عليهم السلام - بصوت الحاج أباذر الحلواجي
صَعِدَ الإمامُ السَّجَّادِ (ع) الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً أَبْكَى مِنْهَا الْعُيُونَ وَأَوْجَلَ مِنْهَا الْقُلُوبَ
ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! أُعْطِينَا سِتّاً وَفُضِّلْنَا بِسَبْعٍ: أُعْطِينَا الْعِلْمَ، وَالْحِلْمَ، وَالسَّمَاحَةَ، وَالْفَصَاحَةَ، وَالشَّجَاعَةَ، وَالْمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ. وَفُضِّلْنَا: بِأَنَّ مِنَّا النَّبِيَّ المخْتَارَ مُحَمَّداً، وَمِنَّا الصِّدِّيقُ، وَمِنَّا الطَّيَّارُ، وَمِنَّا أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وَمِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الأُمَّةِ.
أَيُّهَا النَّاسُ! مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي أَنْبَأْتُهُ بِحَسَبِي وَنَسَبِي: أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَمِنَى. أَنَا ابْنُ زَمْزَمَ وَالصَّفَا. أَنَا ابْنُ مَنْ حَمَلَ الرُّكْنَ بِأَطْرَافِ الرِّدَاء. أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ ائْتَزَرَ وَارْتَدَى. أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ انْتَعَلَ وَاحْتَفَى. أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ طَافَ وَسَعَى. أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ حَجَّ وَلَبَّى. أَنَا ابْنُ مَنْ حُمِلَ عَلَى الْبُرَاقِ فِي الْهَوَاءِ. أَنَا ابْنُ مَنْ أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى. أَنَا ابْنُ مَنْ بَلَغَ بِهِ جَبْرَئِيلُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. أَنَا ابْنُ مَنْ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى. أَنَا ابْنُ مَنْ صَلَّى بِمَلائِكَةِ السَّمَاءِ. أَنَا ابْنُ مَنْ أَوْحَى إِلَيْهِ الْجَلِيلُ مَا أَوْحَى. أَنَا ابْنُ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى. أَنَا ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى. أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ خَرَاطِيمَ الْخَلْقِ حَتَّى قَالُوا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ بِسَيْفَيْنِ، وَطَعَنَ بِرُمْحَيْنِ، وَهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ، وَبَايَعَ الْبَيْعَتَيْنِ، وَقَاتَلَ بِبَدْرٍ وَحُنَيْنٍ، وَلَمْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ. أَنَا ابْنُ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ النَّبِيِّينَ، وَقَامِعِ الْمُلْحِدِينَ، وَيَعْسُوبِ الْمُسْلِمِينَ، وَنُورِ الْمُجَاهِدِينَ، وَزَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَتَاجِ الْبَكَّائِينَ، وَأَصْبَرِ الصَّابِرِينَ، وَأَفْضَلِ الْقَائِمِينَ مِنْ آلِ يَاسِينَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَنَا ابْنُ الْمُؤَيَّدِ بِجَبْرَئِيلَ، الْمَنْصُورِ بِمِيكَائِيلَ. أَنَا ابْنُ الْمُحَامِي عَنْ حَرَمِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَاتِلِ الْمَارِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمُجَاهِدِ أَعْدَاءَهُ النَّاصِبِينَ. وَأَفْخَرِ مَنْ مَشَى مِنْ قُرَيْشٍ أَجْمَعِينَ، وَأَوَّلِ مَنْ أَجَابَ وَاسْتَجَابَ للهِ وَلِرَسُولِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَوَّلِ السَّابِقِينَ. وَقَاصِمِ الْمُعْتَدِينَ، وَمُبِيدِ الْمُشْرِكِينَ، وَسَهْمٍ مِنْ مَرَامِي اللهِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ. وَلِسَانِ حِكْمَةِ الْعَابِدِينَ، وَنَاصِرِ دِينِ اللهِ، وَوَلِيِّ أَمْرِ اللهِ، وَبُسْتَانِ حِكْمَةِ اللهِ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ. سَمِحٌ سَخِيٌّ، بَهِيٌّ بُهْلُولٌ زَكِيٌّ، أَبْطَحِيٌّ رَضِيٌّ، مِقْدَامٌ هُمَامٌ، صَابِرٌ صَوَّامٌ، مُهَذَّبٌ قَوَّامٌ. قَاطِعُ الأَصْلابِ، وَمُفَرِّقُ الأَحْزَابِ، أَرْبَطُهُمْ عِنَاناً، وَأَثْبَتُهُمْ جَنَاناً، وَأَمْضَاهُمْ عَزِيمَةً، وَأَشَدُّهُمْ شَكِيمَةً. أَسَدٌ بَاسِلٌ، يَطْحَنُهُمْ فِي الْحُرُوبِ ـ إِذَا ازْدَلَفَتِ الأَسِنَّةُ، وَقَرُبَتِ الأَعِنَّةُ ـ طَحْنَ الرَّحَى، وَيَذْرُوهُمْ فِيهَا ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمِ. لَيْثُ الْحِجَازِ، وَكَبْشُ الْعِرَاقِ، مَكِّيٌّ مَدَنِيٌّ، خَيْفِيٌّ عَقَبِيٌّ، بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ، شَجَرِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ، مِنَ الْعَرَبِ سَيِّدُهَا، وَمِنَ الْوَغَى لَيْثُهَا. وَارِثُ الْمَشْعَرَيْنِ، وَأَبُو السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، ذَاكَ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ...
ثُمَّ قال: أَنَا ابْنُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، أَنَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ، أَنَا ابْنُ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى.. أَنَا ابْنُ الْمَقْتُولِ ظُلْما. أَنَا ابْنُ الْمَجْزُوزِ الرَّأْسِ مِنَ الْقَفَا. أَنَا ابْنُ الْعَطْشَانِ حَتَّى قَضَى. أَنَا ابْنُ طَرِيحِ كَرْبَلاء. أَنَا ابْنُ مَسْلُوبِ الْعِمَامَةِ وَالرِّدَاء. أَنَا ابْنُ مَنْ بَكَتْ عَلَيْهِ مَلائِكَةُ السَّمَاء. أَنَا ابْنُ مَنْ نَاحَتْ عَلَيْهِ الْجِنُّ فِي الأَرْضِ وَالطَّيْرُ فِي الْهَوَا. أَنَا ابْنُ مَنْ رَأْسُهُ عَلَى السِّنَانِ يُهْدَى. أَنَا ابْنُ مَنْ حَرَمُهُ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ تُسْبَى...
فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: أَنَا.. أَنَا.. حَتَّى ضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ، وَخَشِيَ يَزِيدُ أَنْ يَكُونَ فِتْنَةٌ، فَأَمَرَ المؤَذِّنَ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ الْكَلامَ . فَلَمَّا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ.
قَالَ عَلِيٌّ (ع): لا شَيْء أَكْبَرُ مِنَ اللهِ. فَلَمَّا قَالَ المؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع): شَهِدَ بِهَا شَعْرِي وَبَشَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي.
فَلَمَّا قَالَ المؤَذِّنُ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ.
هنا الْتَفَتَ (ع) مِنْ فَوْقِ الْمِنْبَرِ إِلَى يَزِيدَ، وقَالَ: مُحَمَّدٌ هَذَا جَدِّي أَمْ جَدُّكَ؟ فَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدُّكَ، فَقَدْ كَذَبْتَ وَكَفَرْتَ، وَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدِّي، فَلِمَ قَتَلْتَ عِتْرتَه؟ ثُمَّ قَالَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ! هَلْ فِيكُمْ مَنْ أَبُوهُ وَجَدُّهُ رَسُولُ الله (ص)؟ فَعَلَتِ الأَصْوَاتُ بِالْبُكَاءِ.....
4 سال پیش
در تاریخ 1399/06/23 منتشر شده
است.
295,851
بـار بازدید شده