قراءة بنبرة حزينة ومؤثرة للشيخ ياسر الدوسري من آخر سورة الزمر Read the sad and moving

قناة الهدى والنور
قناة الهدى والنور
1.3 میلیون بار بازدید - 10 سال پیش - Read the sad and moving
Read the sad and moving to Sheikh Yasser Al-Dosari from another Surah Zumar

أرجى آية في كتاب الله - عز وجل -  

قال الله - عز وجل -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

يقول العلامة الشوكاني - رحمه الله -: "واعلم أن هذه الآية[4] أرجى آية في كتاب الله[5] - سبحانه - لاشتمالها على أعظم بشارة؛ فإنه:

أولًا: أضاف العباد[6] إلى نفسه[7]؛ لقصد تشريفهم، ومزيد تبشيرهم. ثم

ثانيًا: وصفهم بالإسراف في المعاصي، والاستكثار من الذنوب. ثم

ثالثًا: عقب ذلك بالنهي عن القنوط من الرحمة لهؤلاء المستكثرين من الذنوب؛ فالنهي عن القنوط للمذنبين غير المسرفين من باب الأولى، وبفحوى الخطاب[8].


رابعًا: ثم جاء بما لا يبقى بعده شك، ولا يتخالج القلب عند سماعه ظن، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ ﴾ فالألف واللام قد صيرت الجمع الذي دخلت عليه للجنس الذي يستلزم استغراق أفراده، فهو في قوة: إن الله يغفر كل ذنب كائنًا ما كان، إلا ما أخرجه النص القرآني، وهو الشرك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ﴾ [النساء: 48].


خامسًا: ثم لم يكتف بما أخبر عباده به من مغفرة كل ذنب، بل أكد ذلك بقوله: ﴿ جَمِيعًا ﴾.



بشرى:

فيا لها من بشارة ترتاح لها قلوب المؤمنين المحسنين ظنهم بربهم، الصادقين في رجائه، الخالعين لثياب القنوط، الرافضين لسوء الظن بمن لا يتعاظمه ذنب، ولا يبخل بمغفرته ورحمته على عباده، المتوجهين إليه في طلب العفو، الملتجئين به في مغفرة ذنوبهم[9].



وما أحسن ما علل سبحانه به هذا الكلام قائلًا: ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[10] أي: كثير المغفرة والرحمة، عظيمهما بليغهما واسعهما[11].


فمن أبى هذا التفضل العظيم والعطاء الجسيم، وظن أن تقنيط عباد الله وتأييسهم من رحمته، أولى بهم مما بشرهم الله به، فقد ركب أعظم الشطط، وغلط أقبح الغلط؛ فإن التبشير وعدم التقنيط[12] الذي جاءت به مواعيد الله في كتابه العزيز، والمسلك الذي سلكه رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما صح عنه من قوله: ((يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا))[13].

قال السعدي: "أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود، تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته، ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره: الإنابة إلى اللّه - تعالى - بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع، والتأله والتعبد، فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم". تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص:727).

[12] قال شيخ الإسلام: "والمقصود هنا أن قوله: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53]، فيه نهى عن القنوط من رحمة الله تعالى، وإنْ عَظُمَت الذنوب وكثرت، فلا يَحِل لأحد أن يقنط من رحمة الله وإن عَظُمَت ذنوبه، ولا أن يُقَنِّط الناس من رحمة الله، قال بعض السلف: "إنَّ الفقيه كل الفقيه الذى لا يُؤْيِس الناس من رحمة الله، ولا يُجَرِّيهم على معاصي الله"؛ [روي في الحلية (1/77) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بنحوه] والقنوط يكون بأن يعتقد أن الله لا يغفر له؛ إما لكونه إذا تاب لا يقبل الله توبته ويغفر ذنوبه، وإما بأن يقول: نفسه لا تطاوعه على التوبة، بل هو مغلوب معها، والشيطان قد استحوذ عليه، فهو ييئس من توبة نفسه، وإن كان يعلم أنه إذا تاب غفر الله له، وهذا يعترى كثيرًا من الناس. والقنوط يحصل بهذا تارة، وبهذا تارة، فالأول: ((كالراهب الذى أفتى قاتل تسعة وتسعين أن الله لا يغفر له، فقتله وكَمَّلَ به مائة، ثم دُلَّ على عالم فأتاه فسأله فأفتاه بأن الله يقبل توبته))، والحديث في الصحيحين، والثاني: كالذي يرى للتوبة شروطًا كثيرة، ويقال له: لها شروط كثيرة يتعذر عليه فعلها، فييئس من أن يتوب"؛ مجموع الفتاوى (16/19 - 20).

قال شيخ الإسلام: "الصواب الذي عليه أئمة المسلمين أن كل من تاب، تاب الله عليه، كما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]. فقد ذكر في هذه الآية: أنه يغفر للتائب الذنوب جميعًا ولهذا أطلق وعمم. وقال في الآية الأخرى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ﴾ [النساء: 48]. فهذا في غير التائب؛ ولهذا قيد وخصص"؛ الفتاوى الكبرى (5/128) لابن تيمية، وانظر: مدارج السالكين (1/394) لابن قيم الجوزية.




رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/73946...
10 سال پیش در تاریخ 1393/10/11 منتشر شده است.
1,325,056 بـار بازدید شده
... بیشتر