مجالس الحكمة 16: النبي ماني في خيمياء الجسم و تحويل المادة إلى النور (جزء الأول)

الديانة المانوية في أهم تفصليها و أفكارها. عالم الخير و النور. المراحل الثلاث في نزاع العالمين. يسوع المسيح في المانوية في نماذجه المتعددة. الطقس الرئيسي في المانوية و الطعام الطقسي. تحرير النور من المادة. الين و اليانج و الكونفوشيوسية و النيو كونفوشيوسية  و مبدأين الحركة والثبات.  التأثيرات على الأديان الغنوصية في ظل المملكة البيزنطية. الاختلاف عن باقي الفرق الغنوصية. الإرتباط مع الميثرائية. لقب ابن الأرملة و الإرتباط مع الماسونية. وغيرها من المواضيع.

كتاب الأسرار، واحد من الكتب السبعة التي كتبها خاتم الأنبياء النبي ماني، فُقد تمامًا وليس له أثر. وهذا هو الحال أيضًا بالنسبة لكتاب "الرسائل"، ولكن الأخير تم نهبه وحرقه على يد السوفييت (البلشفيين) في الحرب العالمية الثانية.

لكن لحسن الحظ، يذكر المؤرخ العراقي ابن النديم، في كتابه "كتاب الفهرست"، أسماء الفصول في كتاب الأسرار. وبشكل مثير للاهتمام، يحمل الفصل الرابع عنوان "ابن الأرملة".

في الماسونية التقليدية، التي تتألف من ثلاث درجات، نجد أن الذين يصلون إلى الدرجة الثالثة يطلقون على أنفسهم اسم "أبناء الأرملة". وعندما يطلب الماسوني المساعدة، يسأل: "أليس هناك من مساعد لإبن الأرملة؟"، بالإضافة إلى أنه يقال أن حيرام هو ابن الأرملة، وفقًا لما جاء في الإصحاح السابع من سفر الملوك الأول: "وأرسل الملك سليمان وأخذ حيرام من صور وهو ابن امرأة أرملة من سبط نفتالي..."
يقترح ابن النديم أن "ابن الأرملة" يشير إلى يسوع المسيح (الذي يعتبر نبيًا) عند المانوية، حيث توفي والده يوسف قبل أن يبدأ في رسالته الدينية. ومن المقاربات أن اسم والدة ماني هو "مريم" أيضًا في بعض المصادر الفارسية.

في تفسيرات باطنية أخرى، فإن "ابن الأرملة" هو ابن أرملة نايين في كتاب المقدس، وهو الفتى الذي أقامه يسوع من الأموات. وبالتالي، يرمز إلى أولئك الذين وُلدوا من جديد من خلال المسيحية أو الماسونية.

ومع ذلك، يمكن الجدل بأن ماني نفسه كان "ابن الأرملة". ويتحدث في ذلك رودولف شتاينر الذي يدعي أن هناك ادعاءات بأن ماني كان عبدًا لأرملة فارسية. زوجها قد كتب أربعة كتب حكمة، وهذه الكتب دخلت ماني في أسرار الميثرائية. ويقول أنها حررته من العبودية قبل وفاتها (وبالتالي، أصبح مثل ابن لها).

يمكن العثور على قصة مماثلة في "أعمال أركيلا"، وهو مخطوط معارض المانوية كتبه هيجيمونيوس المسيحي في القرن الرابع، ويصف فيه ماني على أنه كان عبدًا لأرملة فارسية، اسمه كوربيسيوس، وحصل منها على أربع كتب حكمة. ثم غير اسمه إلى ماني وأصبح نبيًا بسبب هذه الكتب.

ومع ذلك، يرتبط لقب "ابن الأرملة" بأسطورة أوزيريس، التي ترتبط بشكل كبير في الماسونية (بسبب أسطورة قتل المهندس حيرام). إيزيس فقدت زوجها (أوزيريس)، ومع ذلك أنجبت حورس، على الرغم من أنها أرملة. فكان حورس هو "ابن الأرملة"، وهو المخلص والمسيح. وهذا يرتبط في الباطنيات وعلم النفس مع نموذج البطل، الذي يكون يتيم الأب، والذي يتكرر عند الكثير من الشخصيات التاريخية والأسطورية.

#
الروابط
#

المكتبة الباطنية
https://drive.google.com/drive/u/1/fo...

أرشيف الحلقات القديمة
https://archive.org/details/@user_57147

رابط ملفات مجالس الحكمة
https://drive.google.com/drive/folder...

رابط ملفات وساوس الشيطان
https://drive.google.com/drive/u/0/fo...

للتواصل
Facebook: abu.lebnan.official