عندما التقى روح الشرق و عقل الغرب

قناة يوسف حسين
قناة يوسف حسين
14.9 هزار بار بازدید - 3 سال پیش - الهدف تبسيط الافكار قدر الإمكان
الهدف تبسيط الافكار قدر الإمكان لتكون في متناول الجميع بعيدا عن التعقيد والمصطلحات الصعبة

الانتساب ودعم القناة
@youssef_houssein

بقية الحوار :
طاغور :الحقيقة،انطلاقا من مماثلتها للوجود الكلي،يلزمها بالضرورة أن تكون إنسانية،وإلا فكل مايحققه الأفراد مهما جاء صحيحا لايمكننا قط وصفه بكونه حقيقة،على الأقل الحقيقة التي صُنِّفت علمية، لايتم النفاذ إليها عبر مسار منطقي،بمعنى ثان،عن طريق جهاز فكري إنساني.أقصد براهمان حسب الفلسفة الهندية، أو الحقيقة المطلقة،غير القابلة للإدراك سواء بإبعاد فكر الشخص أو مجرد وصف بالكلمات،بل تتجلى حينما يتحقق انصهار مطلق للإنسان بين طيات لانهائيته.بيد أن حقيقة من هذا القبيل لايمكنها الانتماء إلى العلم.طبيعة الحقيقة التي نتكلم عنها تعكس جانبا،أو مابدى وفاؤه للفكر الإنساني وبالتالي إنساني،ربما يسمى مايا أو الوهم.

*أينشتاين : إذن، بحسب تصوركم،الذي قد يكون تصورا هنديا،لايتعلق الأمر بوهم الفرد،بل الإنسانية جمعاء.

*طاغور:تنتمي أيضا الأنواع إلى وحدة الإنسانية.بالتالي،يدرك كل فكر إنساني الحقيقة؛بحيث يلتقي الفكر الهندي أو الأوروبي عند تحقق مشترك.

*أينشتاين :تشير الألمانية بكلمة نوع إلى مختلف الكائنات الإنسانية،بل وتندرج ضمن ذلك القردة والضفادع.

*طاغور :ننتقل في العلوم،عبر هذا التمرين كي نستبعد الحدود الذاتية لعقولنا الشخصية ثم نتمثَّل فهم الحقيقة الكامنة ضمن الفكر الإنساني الكلي.

*أينشتاين : يبدأ المشكل إن كانت الحقيقة مستقلة عن وعينا.

*طاغور :يوجد مانسميه حقيقة داخل إطار التناغم العقلاني بين الجوانب الذاتية والموضوعية للمعطى الواقعي، بحيث ينتمي الاثنان إلى الإنسان المتسامي فوق  الشخصي.

*أينشتاين : أيضا بخصوص وقائع حياتنا اليومية نحس بضرورة إسناد حقيقة مستقلة للإنسان حيال الأشياء المستعملة.نقوم بهذا كي نربط ثانية التجارب مع حواسنا بكيفية معقولة.مثلا،حتى في حالة انعدام وجود أيّ شخص داخل المنزل،تظل دائما اللوحة عند مكانها.

*طاغور :نعم،تظل خارج الفكر الفردي،وليس الفكر الكلي.فاللوحة التي ألاحظها سيدركها وعي آخر يشبه الوعي الذي أمتلكه.  

*أينشتاين:وإن غاب الجميع عن المنزل،فالطاولة موجودة رغم ذلك لكن هذا لاقيمة له حسب وجهة نظركم،لأنه لايمكننا تفسير دلالة حضور الطاولة،باستقلال عنا.وجهة نظرنا الطبيعية فيما يخص وجود الحقيقة خارج الإنساني،لايمكن شرحها أو البرهنة عليها،لكن يقوم اعتقاد لايمكن لأيّ شخص نسيانه،حتى الكائنات البدائية.نساهم في حقيقة موضوعية الإنسان الأعلى؛من الجوهري بالنسبة إلينا أن تكون هذه الحقيقة مستقلة عن وجودنا وتجربتنا وكذا فكرنا،حتى ولو لم نتمكن من فهم دلالتها.

*طاغور :لقد أثبت العلم بأن الطاولة كجسم صلب بمثابة شكل خارجي،لذلك مايدركه الذهن البشري كطاولة لن يوجد في حالة انتفاء هذا الذهن.في نفس الوقت،ينبغي الإقرار بأن حقيقة فيزيائية نهائية،لاتمثل شيئا،بل عددا وافرا من التذبذبات تفصل بينها قوة كهربائية تنتمي أيضا إلى الذهن البشري.بخصوصاستيعاب الحقيقة،هناك نزاع أبدي بين الذهن البشري الكلي،ثم نفس الفكر المتاخم للفرد.مسار التوفيق متواصل بين العلم،الفلسفة، الإيتيقا…عموما،إذا كانت هناك حقيقة مطلقة، فلاعلاقة لها بالنسبة لنا مع الإنساني،فهي مطلقا غير موجودة.فليس صعبا تخيّل ذهن لاتجري الأشياء لديه داخل المكان،لكن فقط في الزمان مثل متتالية علامات موسيقية.بالنسبة لفكر من هذا القبيل،يقترب مفهومه عن الحقيقي من الحقيقة الموسيقية والتي بالنسبة إليها فلامعنى لهندسة فيتاغوراس.إنها حقيقة ورق، مختلفة جدا عن الحقيقة الأدبية.فيما يتعلق بفكر تسكنه العثَة التي تقضم الورق،فالأدب غير موجود مطلقا،لكن بالنسبة لذهن الإنسان يحظى الأدب بقيمة أكبر على مستوى الحقيقة من الورقة نفسها.بكيفية مماثلة،إذا أمكنه بلورة حقيقة معينة لاصلة لها بحواسه أو عقلانية في تصور الذهن البشري،ستظل دائما كما لو غير موجودة قدر استمرارنا ككائنات بشرية.  

*أينشتاين :إذن لستُ متدينا أكثر منكم !

*طاغور :تتجلى ديانتي في أن يتقارب داخل وجودي الذاتي،الإنسان المتسامي فوق  الشخصي وكذا الفكر الإنساني الكلي.
3 سال پیش در تاریخ 1400/10/20 منتشر شده است.
14,914 بـار بازدید شده
... بیشتر