القصة الحقيقية لميلودة بنت ادريس ولية الله المجذوبة

الحكيم النوراني المغربي
الحكيم النوراني المغربي
145 بار بازدید - 3 ماه پیش - القصة الحقيقية لميلودة بنت ادريس
القصة الحقيقية لميلودة بنت ادريس ولية الله المجذوبة .
فماهي قصة ميلودة بنت ادريس؟وهل هي قصة حقيقية وواقعية ؟وهل حدثت بالفعل في الدار البيضاء او في مكان آخر؟
هذه القصة حقيقية وواقعية حدثت في المدينة القديمة بالدار البيضاء اثناء الاستعمار الفرنسي للمغرب والجزائر .وتغنى بها شيوخ الاغنية الشعبية في كلا البلدين لان قصة ميلودة كانت تجمع بين عائلتين تجمعهما القرابة والدم وصلة الرحم فأبو ميلودة هو ادريس من مدينة تلمسان وامها هي خديجة البيضاوية  تنحدر من منطقة الشاوية  قرب الدار البيضاء.
في البداية فر ادريس مع زوجته خديجة وابنته الوحيدة ميلودة من الجيش الفرنسي لانه كان مقاوما ومجاهدا للاستعمار الفرنسي والتجا الى عائلة زوجته خديجة عند اخوها علال بالدار البيضاء. هذا الأخ الذي رحب بهم وزوج ابنه خالد لميلودة فانجبا الطفل سعيد.
الحادثة وقعت بغابة سندباد قرب عين الذئاب وضريح سيدي عبد الرحمن صاحب المزمار  
ميلودة ضحية مؤامرة من طرف امرأة جارتها خبيثة كانت تعمل مخبرة للفرنسيين ضد المقاومين وفي نفس الوقت كانت تمارس الدعارة  فذهبت معها إلى زيارة الولي الصالح سيدي عبد الرحمن بعد أن اتفقت الجارة الخبيثة مع شخص فرنسي يعمل ظابطا في الجيش الفرنسي فاستدرجتها الجارة الخائنة الى غابة سندباد قرب عين الذئاب بعد ان اتفقت مع المستعمر الفرنسي الذي أراد اغتصابها وارغامها على شرب الخمر  لكنها تمكنت من قتله دفاعا عن شرفها وكرامتها فهربت ولكن لسوء الحظ  وجدت طفلها الرضيع سعيد الذي كان يبلغ عاما ونصف من العمر وجدته قد أكله الذئب بغابة سندباد قرب عين الذئاب .
هذه الغابات الشاسعة التي تحيط بمنطقة آنفا الدار البيضاء كانت تعج بالوحوش والاسود والحيوانات الكاسرة كما أكد ذلك الشريف الإدريسي في نزهة المشتاق بوجود الأسود بهذه المنطقة ووصف مرسى فضالة الدار البيضاء بأنها غابة مملوءة بالأسود ووصفها الحسن الوزان بأنها بساتين استحالت إلى غابات ويقول عنها مارمول كربخال في معرض حديثه عن عين خلوف أنها تكتنفها ادغال كثيفة تعيش فيها الأسود وجميع حيوانات الصيد.
هذه الغابات الممتدة بكل المنطقة والتي استوطنتها الأسود والوحوش عاش فيها الإنسان المغربي وتآلف مع هذه الحيوانات غير خائف وغير آبه بوجودها ولهذا نجد الكثير من اولياء الله الصالحين بمدينة الدار البيضاء الكبرى الذين سكنوا بهذه الغابات الموحشة كامثال سيدي ابو الليوث (سيدي بليوط) وسيدي عثمان وسيدي البرنوصي وسيدي مومن وسيدي معروف وسيدي الخدير وسيدي عبد الرحمن وسيدي فاتح وسيدي مسعود وغيرهم من الأولياء رحمهم الله.
وإنما ذكرت هؤلاء الأولياء الصالحين رضي الله عنهم لان الاماكن التي كانوا يتواجدون بها تحولت إلى أضرحة وأصبحت احياء تحمل أسماءهم تخليدا لذكراهم من طرف الساكنة .
وهذه الغابات التي كان يوجد بها الكثير من عيون الماء التي تنبع من الأرض والتي أطلق عليها السكان المحليون اسماءا تعرف إلى يومنا هذا باسماء معينة مثل عين الذئاب وعين السبع وعين خلوف وعين الشق ومكان آخر يسمى بالعيون بالقرب من سوق القريعة لأنه كانت توجد به الكثير من العيون التي تنبع من الأرض فتحولت إلى جداول وبرك مائية تغسل فيها النساء الصوف ويلعب فيها الاطفال ويصطادون الطيور .
لما رجعت ميلودة حاملة طفلها المسكين مقتولا التف حولها الناس حتى دخلت منزلها بالمدينة القديمة هذه المدينة التي كان يحيط بها سور من جميع النواحي ولها سبعة أبواب.
فوجدت زوجها خالد منهارا وكذلك امها خديجة وأبوها ادريس في حالة يرثى لها لأنهم كانوا على علم ببراءة ميلودة وشرفها وكرامتها وانها على خلق ودين لان الناس في البداية لم ترحمها وبدأوا في إذاعة الشائعات حولها وأنها كانت مع عشيقها في الغابة وتركت ابنها وحيدا حتى اكلته الذئاب .
لكن ميلودة دافعت عن شرفها وكرامتها وأقسمت بالله على أنها صادقة وشريفة ولم تخن زوجها ابدا فتدخل العطار الشيظمي الذي كان يعمل في الحي هو وصديق له يدعى ابراهيم السوسي (الامازيغي) على أنهما  شاهدا الجارة المزابية ذاهبة معها وشهد عليها كذلك امراتين التقيتا بهما في ضريح سيدي عبد الرحمن
بعد القبض على المرأة المزابية من طرف الجيران والسكان اعترفت بالحادثة وندمت على فعلتها الشنيعة التي راح ضحيتها الطفل سعيد وامه المسكينة ميلودة
وعندما علم السلطات الفرنسية بالواقعة تم القبض على ميلودة من طرف الشرطة  الفرنسية بتهمة قتلها للظابط الفرنسي لكنها دافعت عن نفسها وانها بريئة كانت تدافع عن شرفها وكرامتها لكن القاضي حكم عليها بالاعدام .وبعد تدخل الجيران والسكان وكلوا لها محاميا فرنسيا دافع عنها في المحكمة واستانف الحكم فكان الحكم النهائي هو السجن المؤبد.
ظلت ميلودة في السجن حتى حصول المغرب على الحرية والاستقلال فخرجت ميلودة وكذلك جميع السجناء والسجينات ضحايا الاستعمار والقمع والاستبداد.
رجعت ميلودة إلى الحي بالمدينة القديمة فوجدت والديها قد توفيا حسرة عليها وزوجها خالد قد ساح في البلاد من قرية إلى أخرى ومن سوق إلى سوق إلى ان استقر به المقام بمدينة مراكش الحمراء وظل هناك بجامع الفن (جامع الفنا) يحكي للناس قصة زوجته وابنه سعيد لأنه كان قاص شعبي يقص حكايته بالحلقة الشعبية التي تقام بساحة جامع الفن حاملا معه مزماره الذي لا يفارقه ابدا .
وفي ذلك الوقت لم تقدر ميلودة على المكوث بالمدينة القديمة فخرجت هائمة على وجهها واتخذت من غابة سندباد قرب عين الذئاب وضريح سيدي عبد الرحمن  ملجئا لها تبكي ابنها سعيد وأصبحت في حالة يرثى لها مجذوبة يزورها الناس ويتعاطفون معها وكانت لا تفتر عن ذكر الله وتسبيحه إلى ان تداركها الله بعنايته ولطفه فاصبحت ولية من اولياء الله وشاهد الناس على يديها الكرامات فكانت تطعم الذئاب وتسقيهم الماء من العين بيديها وآنستها الوحوش وسكنت إليها.
فبقيت على هذه الحالة إلى ان توفاها الله سبحانه وتعالى رحمة الله عليها ودفنت في المزار الشريف.
اللهم صل على محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم .
3 ماه پیش در تاریخ 1403/03/04 منتشر شده است.
145 بـار بازدید شده
... بیشتر