الاحتباك في القرآن الكريم

الفوائد
الفوائد
1.2 هزار بار بازدید - 5 ماه پیش - عندما تقرأ  قوله تعالى {قد
عندما تقرأ  قوله تعالى {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة}

فقد يتبادر إلى ذهنك أن المفترض أن يأتي بالشيء وضده بصورة واضحة.

فيقول مثلا: فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى تقاتل في سبيل الطاغوت أو الشيطان

أو يقول: فئة مؤمنة وأخرى كافرة

ليتناسب المتقابلان، وليأتي بالوصف وضده.

لكن الآية جاءت بطريقة مختلفة، فيما يعرف في علم البلاغة ب (الاحتباك)، وهو أن تحذف جزءا من كلامين متقابلين، وتذكر ما يدل على المحذوف من الآخر

وهو أسلوب عظيم يختصر فيه الكلام عن الحشو، ويحرك العقول والأفهام

فتقدير الآية:

قد كان لكم آية في فئتين التقتا

فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله

وفئة كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت

فحذف الله تعالى صفة الإيمان عن الفئة الأولى، كما حذف عن الفئة الثانية صفة أنها تقاتل في سبيل الطاغوت

وأبقى في وصف الفئة الأولى أنها (تقاتل في سبيل الله)، وأبقى في وصف الفئة الثانية أنها (كافرة)

حتى تحرك عقلك وتستدل على المحذوف في كل طرف بما ذكره في الطرف الآخر.

وإنما ذكر الله تعالى أخص صفة في كل فريق، فأخص صفات المؤمنين، أنهم يجاهدون في سبيل الله، وأخص صفات الكفار كفرهم؛ لأن كفرهم دعاهم إلى كل معصية وفسق.

وللاحتباك في القرآن الكريم أمثلة كثيرة، منها قوله تعالى {ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما}

والتقدير : ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد لهم ثوابا عظيما، ويسأل الكافرين عن كذبهم وأعد لهم عذابا أليما

ومنه قوله تعالى {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم}

والتقدير: أفمن اتبع رضوان الله فباء برضاه ومأواه الجنة، كمن اتبع سبيل الشيطان فباء بسخط الله ومأواه جهنم.

ومنه قوله تعالى {أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة}

والتقدير: أفمن يأتي خائفا فيلقى في النار، خير آمن يأتي آمنا فيدخل الجنة

فاقبل على كتاب الله تعالى بالتدبر والتفكر … فهو النور المبين
5 ماه پیش در تاریخ 1403/01/11 منتشر شده است.
1,288 بـار بازدید شده
... بیشتر