قصيدة الخطاب / للشاعر نزار قباني

الأدب العربي
الأدب العربي
88.1 هزار بار بازدید - 7 سال پیش - فضلاً وليس أمرأ اشترك بالقناة
فضلاً وليس أمرأ اشترك بالقناة لدعمنا و ليصلك كل جديد وإن أعجبك الفيديو إضغط إعجاب وشاركنا رأيك بتعليق وشكراً..

أوقفوني وأنا أضحك كالمجنون وحدي
أوقفوني وأنا أضحك كالمجنون وحدي
من خطاب كان يلقيه أمير المؤمنين
كلفتني ضحكتي عشر سنين
سألوني وأنا في غرفة التحقيق
عمن حرَّضوني... فضحكت
وعن المال وعمن موَّلوني... فضحكت
كتبوا كل إفاداتي ولم يستجوبوني
قال عني المدعي العام
وقال الجند حين اعتقلوني
إنني ضد الحكومة
لم أكن أعرف أن الضحك يحتاج إلى ترخيص الحكومة
ورسوماً وطوابع
لم أكن أعرف شيئاً عن غسيل المخ
أو فرم الأصابع
فعلى طول الصحارى العربية ممكن
أن يكتب الإنسان ضد الله لا ضد الحكومة
فاعذروني أيها السادة إن كنت ضحكت
كان بودي أن أبكي لكني ضحكت
..................
كنت بعد الظهر في المقهى وكان المخبرون
كالجراثيم على كل الفناجين وفي كل الصحون
كنت أصغي كألوف البسطاء الطيبين
لكلام البهلوان
وهو يحكي ثم يحكي ثم يحكي
مثل صندوق العجائب
وتذكرت ليالي رمضان
وأراكوز الذي كان له ألف لسان ولسان
وتذكرت فلسطين التي صارت حقيبة
ما لها في الأرض صاحب
كان في حنجرتي ملح وحزن
كان في حجم الكواكب
فاعذروني أيها السادة
إن حطمت صندوق العجائب
وتقيأت على وجه أمير المؤمنين واسترحت
كان في ودي أن أبكي ولكني ضحكت
.....................
نشروا في صحف اليوم تصاويري
على أول صفحة
واعترافاتي على أول صفحة فضحكت
قدموني للإذاعات طعاما ولإنسان الصحافة
جعلوني دون أن أدري خرافة
ربطوني بالسفارات وأحلاف الأجانب فضحكت
إنني لم أشتغل من قبل قواداً
ولا كنت حصاناً للأجانب
أنا عبد من عباد الله مستور ومغمور
ومحدد المواهب
أسمع الأخبار كالناس وأستقبل مأمور الضرائب
زوجتي طيبة القلب وعندي ولدان
وأبي حارب ضد الترك في الشام ومات
أنا لا أفهم في النحو وفي الصرف في علم الكلام
لم أعد أهضم حرفاً من أكاذيب أمير المؤمنين
صارت الألفاظ ألفاظاً
وصارت لغة الكلام
صلباً وعجيناً
خدروني بملايين الشعارات فنمت
وأروني القدس في الحلم
ولم أجد القدس ولا أحجارها حين استفقت
فاعذروني أيها السادة إن كنت ضحكت
كان في ودي أن أبكي ولكني ضحكت
.......................
كنت في المخبر مكسوراً كبلور كنيسة
نافخاً سورة ياسين بوجه القاتلين
لم أكن أملك إلا الصبر
والله يحب الصابرين
وجراحي كبساتين أريحا يمطر الياقوت منها
ويضوع الياسمين
وفلسطين على الأرض حقيبة
سقطت تحت نعال المخبرين
لم يزرني أحد في السجن
إلا جبل الكرمل والبحر وشمس الناصرة
كنت وحدي وملوك الشرق كانوا جثثاً
فوق مياه الذاكرة
كنت مجروحاً ومطروحاً على وجهي
كأكياس الطحين
أيها السادة لا تندهشوا
كلنا في نظر الحكام أكياس طحين
كلنا بعد حزيران خراف
نتسلى بحشيش الصبر
والله يحب الصابرين
أيها السادة إني وارث الأرض الخراب
كلما جئت إلى باب الخليفة سائلاً
عن شرم الشيخ وعن حيفا ورام الله
أهداني خطاب
وركب السيارة المكشوفة السقف
وغطى صدره بالأوسمة ورشاني بخطاب
كلما ناديته يا أمير البحر والبر يا عالي الجناب
سيف اسرائيل في رقبتنا
سيف اسرائيل في رقبتنا
سيف اسرائيل في رقبتنا
ركب السيارة المكشوفة السقف
إلى دار الإذاعة ورشاني بخطاب
ورماني بين أسنان الجواسيس وأنياب الكلاب
فاعذروني أيها السادة إن كنت كفرت
وصفولي صبر أيوب دواء فشربت
أطعموني ورق النشاف ليلاً ونهاراً فأكلت
أدخلوني لفلسطين على أنغام ما يطلبه المستمعون
أدخلوني في دهاليز الجنون
فاعذروني أيها السادة إن كنت ضحكت
كان في ودي أن أبكي لكني ضحكت
7 سال پیش در تاریخ 1396/02/06 منتشر شده است.
88,111 بـار بازدید شده
... بیشتر