اسرار تصنيع المشبك الدمياطي ووصوله للعالمية

883.2 هزار بار بازدید - 4 سال پیش - #المشبك
#المشبك
#المشبك_الدمياطى
#دمياط
روضة فؤاد
تصوير خالد بسيونى
“لا يمكن أن أكون في دمياط دون أن أذهب لأحد محال الحلوى هنا لأشتري المشبك، وأستمتع بطعمه المميز، كما أحرص على العودة بأقراص المشبك كهدية غالية لأصدقائي، فشهرة المشبك الدمياطي يعرفها الجميع، وطعمه
لا يختلف عليه أحد”.
هكذا تحدثت “هبة محمود” مدرسة قاهرية لـ”أكتوبر” من داخل أحد محلات الحلوى الشهيرة، تضيف: “على الرغم من وجود محلات الحلوى في كافة المحافظات،
إلا أنها ليست في مستوى المشبك الدمياطي، هناك سر بالتأكيد تنفرد به هذه المحافظة يعطيه هذا المذاق المميز”.
منذ وصولنا لمحافظة دمياط، كانت محلات الحلويات وبخاصة المشبك منتشرة في كل مكان، فما بين محلات كبيرة ذات أسماء شهيرة معروفة منذ عشرات السنوات، ومحلات صغيرة تقتصر على تقديم نوع أو اثنين من الحلوى، لازالت دمياط تحتفظ بالصدارة في إنتاج الحلوى وبخاصة المشبك.
جولتنا لم تقتصر على محلات المشبك فقط، حيث شاهدنا مراحل صناعة المشبك منذ البداية في أحد المعامل الخاصة بمحلات المشبك الشهيرة في دمياط، حيث يعمل العمال باجتهاد شديد في كل مرحلة، حتى يصل للناس في شكله النهائي.
مهنة متوارثة
داخل المعمل تحدث معنا “السيد حسن شلبي” صاحب أحد محلات المشبك الشهيرة فى دمياط، يقول “أعمل في هذه المهنة منذ سنوات، وقد توارثتها عن والدى رحمه الله الذى بدأ فيها منذ أكثر من 30 عامًا، وقد عشق هذه المهنة منذ أن كان عاملًا حتى نجح في أن يكون لديه مصنعه الخاصة بصناعة المشبك.
يتحدث “السيد حسن” بحماس شديد عن صناعة المشبك فى دمياط، “تعتبر الحلويات ومن ضمنها المشبك ماركة مسجلة، حيث تنتشر محلات الحلويات فى مراكز ومدن وقرى المحافظة، ولا يمكن أن يأتي زائر لدمياط دون أن يبحث عن الحلويات، وأيضًا منتجات الألبان مثل الجبن الدمياطي الشهير والزبادي وغيرها.
على الرغم من تعدد أنواع الحلوى التى تتميز بها دمياط، إلا أن المشبك يبقى له منزلة خاصة يعرفها كل أهل دمياط، يقول: “تخصص والدى فى صناعة المشبك، على الرغم من أن هامش ربحه ليس كبيرًا بالمقارنة بباقى الحلوى الأخرى التى تعد أسهل فى صناعتها، ولكنه قرر الاقتصار على صنع المشبك والتميز فيه.
صناعة صعبة
“هل صناعة المشبك سهلة، ويمكن عملها فى المنزل مثل باقى الحلويات الأخرى؟”، يجيب “السيد حسن”، “لا يمكن أن نقول إنها صناعة صعبة، ومع ذلك يكاد يكون من المستحيل عملها فى المنزل، لأنها تمر بمراحل متعددة، وتحتاج لوقت كبير”، مضيفًا: “هي صناعة معروفة للكل، مكوناتها وطريقتها، حيث تتكون من دقيق، جلوكوز، عسل، سكر، زيت، خميرة، ولكن ما يميز مكان عن آخر هو بعض التكات أو الخصائص التى استخلصها العامل طوال مسيرته فى المهنة، وتظهر فى المنتج النهائى، لذلك، فالعامل دائمًا رقم واحد فى معادلة النجاح، بالطبع اختيار الخامات الجيدة من العوامل المهمة أيضًا، ولكن ما فائدة أن يكون هناك زيت أو دقيق من النوع الجيد، ولكن العامل نفسه لا يجيد صنعته.
الحديث عن أهمية العامل الجيد دفعنى لسؤاله عن صفات العامل الذى يجيد صنعته أو “الصنايعى” كما يطلق عليه، يقول “لا يوجد صناعة أيا كان نوعها، إلا ويجب على العاملين بها أن يبذلوا مجهودًا كبيرًا حتى يصل لدرجة الإبداع فى مهنته، لا تختلف نوعية الصناعة أو المهنة إذا كانت أثاثا أو مشبكا أو جبنة.
ولكى يكون العامل متمكنًا فى صناعة المشبك، يحتاج من 6 شهور لسنة حتى يمكن أن نقول أن أصبح “صنايعيا” في مهنته، والأمر فى النهاية يرجع لاستعداده النفسي والبدني.
جميع الخطوات
بعد أن تحدثنا عن الصناعة بشكل عام، اصطحبنا “السيد حسن” لنشاهد على الطبيعة مراحل صناعة المشبك، حيث تواجدنا منذ الصباح الباكر لمشاهدة جميع الخطوات الخاصة بصناعة المشبك، يقول “فى البداية نأخذ العجين- بعد تخميره على الأقل لمدة 12 ساعة- ويتم تجهيزه مضافًا إليه اللوازم الضرورية، ثم نضع العجين فى وعاء كبير يسمى “الدست”-وهى عبارة عن أوان من الاستانلس أو النحاس، ثم نأخذ كمية مناسبة من العجين، ونضعها فى “الجوزة” –وهى عبارة عن وعاء مخروطى يجعل العجين عبارة عن خيط رفيع، بعدها يقوم العامل برسم قرص المشبك حتى يتماسك، ويوضع فى الزيت فى إطارات من المعدن على مقاس القرص، ثم ينتقل لزيت آخر أكبر فى إناء أوسع تكون درجة غليانه أقوى، بعد ذلك نترك قرص المشبك حتى يُصفى ونضعه فى العسل، وبعد أن يشرب الجلوكوز والعسل، نضعه فى مكان أوسع لكى يتم تهويته على ستاندات، ثم يُفرط ويدخل على الميزان، ويوزن على حسب الطلبية المطلوبة، وفى المرحلة الأخيرة يُغلف على حسب طلب الزبون أو التاجر، فهناك تغليف على شكل علب، أو ورق فقط أو ورق وسوليفان.
ربح بسيط
بعد أن شاهدنا مراحل صناعة المشبك، استكملنا حديثنا مع “السيد حسن”، يقول “يختلف الوقت الذى نأخذه فى الخطوات على حسب الكمية المطلوب إنتاجها”.
“هل صناعة المشبك مهنة مربحة؟ كان هذا سؤالي التالي لـ”السيد حسن” الذى يقول “قياسًا على الحلويات الأخرى، يمكن أن نقول إن المشبك ربحه بسيط، فالحلويات الأخرى مثل الهريسة والبسبوسة –على سبيل المثال- سهلة في صناعتها، ولا تحتاج للعديد من العمال، فهناك عامل يقلب العجينة ويفردها فى الصاج، وآخر يتابعها في الفرن، أما صناعة المشبك فتختلف، حيث يحتاج مجهودا في صناعته، ويعتمد على عدد كبير من العمال، فأنا مثلا يعمل معي عشرة عمال، ولكل منهم اختصاص محدد، فهناك عامل مسئول عن العجين، وآخر يقوم بتسويته في الزيت، عامل يقوم بتفريط المشبك في الهواء، وآخر مسئول عن وزن الطلبية، وعامل يقوم باللف والتغليف.
الصيف المرهق
هل تختلف طبيعة العمل سواء كانت في الصيف أو في الشتاء؟ يجيب “السيد حسن”: “في الصيف العمل يكون أكثر إجهادًا، فالحلويات تعتمد فى تصنيعها على وجود الطاقة “النار” من أجل تسخين الزيت والعسل، وفى الصيف مع ارتفاع درجة حرارة الجو، وخصوصًا فى شهري يوليو وأغسطس، العامل يكون مجهدا ومتعبا، لأنه يعاني من حرارة الشغل مع حرارة الجو، لذا فى الصيف نعمل على تهوية المكان لأقصى
4 سال پیش در تاریخ 1398/12/25 منتشر شده است.
883,277 بـار بازدید شده
... بیشتر