{ساس يسوس}(77) خدها الغراب و طار!

أحمد بحيري
أحمد بحيري
222.4 هزار بار بازدید - 4 سال پیش - في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا
في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا عن شكل المؤسسات السياسية والاقتصادية أيام حكم الاسرة العلوية من اول محمد علي باشا لحد الملك فاروق اللي كانت باختصار مؤسسات سياسية ديكتاتورية استحواذية. عندنا العائلة المالكة مع نخبة ضيقة جدا من الباشوات والأعيان و الأجانب مسيطرين على السلطة و الشعب لا بيختار مين اللي بيحكمه ولا يقدر يحاسب ويراقب. وحتى بعد ثورة 1919 ودستور 1923 اللي أقر التعددية الحزبية و وافق الملك لاول مرة بوجود برلمان منتخب بيشاركه السلطة، كانت التجربة فاشلة زي ما شوفنا و مكنش في برلمان او حكومة من ريحة الشعب بيعمروا اكتر من كام شهر في السلطة و كان الملك و الانتداب البريطاني بيطبخوا الطبخة السياسية عشان يمشوا مصالحهم. أما المؤسسات الاقتصادية فأيام محمد علي، كل الأراضي أتممت و بقت ملك الحكومة و الفلاح كان بيزرع في ملك الحكومة و بيبيع محصوله للحكومة و بيدفع الضريبة زي ما الحكومة تقوله! أما المصانع فكانت كلها برده ملك الحكومة والحكومة كانت مسيطرة سيطرة كاملة على التجارة الخارجية. و ده مثال على المؤسسات الاقتصادية الاستحواذية اللي مش بتسمح بنمو القطاع الخاص و مش بتوفر الفرص الاقتصادية لعامة الشعب و كانت عكس التجربة الناجحة للثورة الصناعية في أوروبا اللي كانت قائمة على القطاع الخاص. و انتهت تجربة محمد علي بالفشل كما كان متوقع و زي ما نصحوه مستشارينه الأجانب وكل المصانع اتقفلت على نهاية عهده بسبب الخسائر المالية. و من بعد محمد علي جه الإنجليز و الأجانب و النخبة من الباشاوات سيطروا على الأراضي و المصانع و التجارة و تكدست الثروة اكثر من أكثر في يد النخبة و الباشاوات ثرواتهم تضاعفت و حيازتهم للأراضي زادت و بقت غالبية الأراضي الزراعية مملوكة لعدد محدود من كبار الملاك. اما غالبية الشعب، فكان بيزداد فقر و بؤس في الفترة دي. ومن الآثار الاقتصادية على الشعب في الفترة دي ان في سنة 1952، كانت نسبة المعدمين في الريف وصلت ل80%. ومع زيادة الفجوة بين الأغنياء و الفقراء و بؤس المعيشة و الاحتلال و خسارة حرب 1948 اللي اتذل فيها الجيش قدام شوية عصابات صهيونية في فلسطين كانت الظروف مهيأة لثورة او انقلاب. و بالفعل في 23 يوليو سنة 1952 قام مجموعة من ضباط الجيش سموا نفسهم الضباط الأحرار بانقلاب مسلح و سيطروا على الأقسام و المباني الحكومية و المحطات الاذاعية. وصحي الناس تاني يوم على البيان الأول بصوت السادات قالوا لهم الف مبروك انتم عملتم ثورة مباركة و الثورة نجحت الحمدلله. فهل فعلا ثورة يوليو كانت ثورة "مباركة"؟ للدعم على Patreon : www.patreon.com/ahmedbehiry الصفحة الرسمية لاحمد بحيري علي الفيسبوك facebook.com/ahmed.behiry.the.page الصفحة الرسمية علي تويتر twitter.com/ahmedbehiry اشترك في القناة لمتابعة الحلقات الجديدة goo.gl/2KheJZ المصادر: Why Nations Fail: The Origins of Power, Prosperity, and Poverty amzn.to/2DBHnjW -The Changing World Order: Why Nations Succeed and Fail amzn.to/321ZRDi -The Rise and Fall of Nations: Forces of Change in the Post-Crisis World amzn.to/2QUWGqH
4 سال پیش در تاریخ 1399/10/20 منتشر شده است.
222,477 بـار بازدید شده
... بیشتر