جزيرة الأفاعي

10.9 هزار بار بازدید - 9 ماه پیش - هي جزيرة غريبة تقع في
هي جزيرة غريبة تقع في جنوب العاصمة المكسيكية ... حيث تنتشر حواليها عدد من البحيرات التي لعبت عبر التاريخ دوراً حيوياً وكبيراً في قيام بعض من أعظم الحضارات التي قامت على أرض وادي المكسيك، مثل حضارة التولتيك والأزتيك، ومن أشهر هذه البحيرات : بحيرة سوتيميليكو  
قصة هذه الجزيرة مرعبة وأغرب من الخيال ...
جزيرة الدمى المرعبة والتي ولعقود طويلة لم يكن فيها سوى كوخ واحد، ولم يسكنها سوى رجل واحد، يدعى جوليان سانتانا باريرا، الشهير عند الساكنة المحلية باسم " الدون جوليان "
كان دون جوليان رجلا غريب الأطوار، لدرجة حيكت حوله العديد من الحكايات، يقال أنه هجر زوجته وأبناءه وتركهم في المدينة .. ليعيش وحيدا في جزيرة مهجورة مساحتها صغيرة، لم تتعدى النصف هكتار ...
أما عن سبب اختياره العزلة في هذه الجزيرة، وبحسب الحكايات التي يتناقلها السكان، فإن القصة ترجع للعام 1950، وقتها كان السيد جوليان شابا يافعا وموظفا محترما في المدينة وأيضا رب أسرة .. وقد جاء في زيارة لأحد أصدقائه الذين كانوا يسكنون بالقرب من الجزيرة وقتها ..
وبينما كان واقفا وحده على ضفاف إحدى البحيرات في الجزيرة، يتأمل فيها، لمح شيئا غريبا، بالضبط في بقعة تقول الحكايات أن فتاة غرقت فيها منذ أكثر من عشرين سنة، حيث كانت على قارب رفقة جدتها وسقطت دميتها، فتبعتها لأجل البحث عنها، لكنها غرقت ..
ما رآه جوليان وقتها هو فتاة صغيرة تلبس فستانا أبيض بشرائط مزركشة، يتهادى جسدها بهدوء تحت الماء، كانت الفتاة تبدو كما لو أنها عالقة بشيء ما يمسك بجسدها ويبقيه تحت سطح الماء، اقترب جوليان من الفتاة التي كانت تبدو حية، إذ كانت تفتح عيناها وكانت ترمش، اقترب منها لأجل سحبها، وبعد جهد جهيد تمكن فعلا من سحبها وإخراجها من الماء، وهنا كانت الصدمة، حيث أن الشيء الذي سحبه لم يكن فتاة آدمية وإنما دمية جميلة بحجم كبير ..
كانت عروسا جميلة ذات شعر أشقر طويل وعيون زرقاء ...  تقول الروايات أنه في هذه اللحظة، كاد جوليان أن يفقد صوابه، لأنه كان متأكدا بأن ما شاهد هو فتاة حقيقية من لحم ودم تطفو بالقرب من سطح الماء، وليس دمية ...
وقتها جوليان لم يكن قد سمع قط عن قصة الفتاة التي غرقت في نفس المكان بحثا عن دميتها، لذا وبعد ان سمع القصة من أحد المزارعين، أيقن بأن ما رآه كان بحق شبح الفتاة الغارقة منذ سنوات ...
عاد جوليان إلى منزله بالمدينة في نفس اليوم، عاد جسدا فقط، حيث أنه كشخص لم يعد كما ذهب، لقد أصبح شخصا آخر، كلامه أصبح قليلا وذهنه دوما شارد، كثير التفكير فيما حدث له في الجزيرة ... فقد أًصبحت صورة الفتاة وهي تحدق إليه من تحت سطح الماء، تطارده بالليل والنهار .. أصبح شبحها يطارده دوما كما لو أنها تتوسله أن يعود إلى الجزيرة . ..
وهذا ما كان ففي صباح إحدى الأيام، اتخذ جوليان قراره النهائي بمغادرة المدينة وبالتالي منزله وعائلته ووظيفته، والذهاب للعيش وحيدا في تلك الجزيرة الخالية .. فقد كان شبح الفتاة الغارقة يظهر إليه كما لو أنها تقول تعالى لأجلي ...  فهم جوليان من شبح الفتاة الذي يظهر إليه، أن روحها تريد دمية، وبالفعل أحضر لها دميه جميلة وعلقها في إحدى الأشجار، اختفى شبح الفتاة وفهم بأن روحها سعيدة بذلك، غير أنه سرعان ما عاد الشبح يطارده من جديد، فهم جوليان بأن الفتاة تريد دمية جديدة، وهكذا أصبح الرجل يحضر في كل مرة دمية جديدة ويقوم بتعليقها في الأغصان وجذوع الأشجار، لأن باعتقاده أن روح الفتاة سوف تكون سعيدة بذلك ..
مع مرور الوقت أصبح الدون جوليان شهيرا جدا في المنطقة.. لقد أصبح غريب الأطوار، جد مهووس بتجميع الدمى، لدرجة أقرب الجنون، حيث كان يذهب يوميا إلى المدينة لأجل البحث عن بقايا الدمى القديمة في القمامة والنفايات، كما أنه أصبح يقايض الفواكه والخضروات التي يزرعها في جزيرته بالدمى القديمة، كان جوليان يجمع كل قطع الدمى التي تصادفه، مهما كانت حالتها، مهما كانت مقطعة الأوصال وممزقة، حتى لو كانت عبارة فقط عن رأس وبطن، أو فقط رأس.. كان يأخذها معه ويعلقها على الأشجار، إهداء لروح الفتاة ...
مرت الأيام والسنين ودون جوليان على نفس الحال في تجميع الدمى، ومع مرور السنين، أصبح كل ركن في الجزيرة يحتوي دمية أو قطعة من دمية، بأحجام وأشكال مختلفة ..حتى أصبحت الجزيرة كما لو أنها معرض كبير للدمى ...
أكثر من ذلك فالعديد من السكان المحليين، يؤكدون بأن الدمى التي قام دون جوليان بتجميعها تحدق بهم بغرابة خلال مرورهم بالقرب من الجزيرة بالزوارق، وآخرون يؤكدون بأنهم رأوها تتهامس فيما بينها، فيما قال آخرون بأن الدمى أومأت لهم برأسها كما لو أنها تدعوهم للدخول إلى الجزيرة. ..
وفي سنة 2001 وفي نفس المكان الذي غرقت فيه الفتاة الصغيرة، عثر على الدون جوليان غارقا بدوره، حيث كانت جثثه تطفو في البقعة نفسها، هل كانت وفاة طبيعية؟ هل ناداه شبح الفتاة إلى نفس المكان؟ هل انتحر؟ الأسئلة كثيرة، لكن لا أحد عرف سبب وفاته .. لكن الأكيد هو أن القدر جميع بينه وبين الفتاة الصغيرة، فروحيهما نادت بعضها، رغم تفاوت السنوات والزمن بينهما ...
قصة الجزيرة باختصار .. أن فتاة صغيرة غرقت وهي تبحث عن دميتها، وبعد حوالي 30 سنة جاء رجل من المدينة فقط ليجمع الدمى إهداء لروحها، وبعد حوالي 50 سنة، رحل الرجل عن الدنيا تاركا جزيرة كئيبة ومرعبة وواحدة من أغرب الجزر في العالم ..
9 ماه پیش در تاریخ 1402/08/14 منتشر شده است.
10,977 بـار بازدید شده
... بیشتر