كتاب القراءات لاحمد السياري، أول كتاب تضمن دعوى تحريف القرآن باسم قراءة أهل البيت 30

احمد الكاتب
احمد الكاتب
825 بار بازدید - 4 ساعت پیش - (القراءات) لأحمد السياري أول كتاب
(القراءات) لأحمد السياري أول كتاب ظهر في القرن الثالث الهجري، وتضمن دعوى تحريف القرآن باسم قراءة أهل البيت القرآن الكريم سبعة أحرف وسبع قراءات 30 وقبل ان استعرض "قراءة أهل البيت" بأنواعها المختلفة، أود أن القي بعض الضوء على المصادر الشيعية الأولى التي تحتوي على تلك القراءة أو تصرح بتحريف القرآن من قبل الخلفاء الراشدين، أو بالاحرى تحاول القيام بذلك عبر تقديم صور أخرى لآيات القرآن الكريم. من المعروف ان الشيعة كانوا يشكلون حزب المعارضة السياسية الرئيسية ضد الأمويين، وأنهم افترقوا الى حركات وتيارات عديدة، ويوجد فيهم المعتدلون والمتطرفون الغلاة، الذين لم يكتفوا بالالتفاف حول أئمة أهل البيت من مختلف البيوت، وانما غالوا فيهم وقالوا انهم أنبياء أو آلهة، واختلقوا أحاديث حول الامامين الباقر والصادق وبقية الأئمة في حياتهم، بالرغم من استنكارهم ومكافحتهم لأقاويل الغلاة الباطلة، ولعنهم اياهم. وكانت المشكلة الكبرى التي عانى منها أئمة أهل البيت تكمن في اختلاط الغلاة بشيعتهم العاديين، او تحول قسم منهم من الاعتدال الى التطرف والغلو وتزوير الأحاديث ونسبتها اليهم. وقد بحثت ذلك مفصلا في كتابي "التشيع السياسي والتشيع الديني". وبقيت الروايات الشيعية المنقولة عن الباقر والصادق وبقية الأئمة تتلاطم في أمواج من السرية والنفي والتأكيد، والجرح والتعديل للرواة الناقلين المندسين في مختلف الفرق الشيعية. وفي حين لم يصدر عن أي امام من الأئمة أي كتاب موثوق يعبر عن أفكارهم أو يفسر القرآن بشكل موثق، فقد قام أحد المدعين للتشيع في منتصف القرن الثالث الهجري، وهو أحمد بن محمد بن سيار بن عبد الله السياري، بتأليف كتاب تحت عنوان "القراءات، أو التنزيل والتأويل" وقد توفي هذا المؤلف سنة 268، مما يعني أنه عاصر الأئمة محمد الجواد وعلي الهادي (255) والحسن العسكري (260) . وكان السياري من كتاب آل طاهر، الحكام العسكريين الذين نصروا المأمون على الأمين، وحلوا في بغداد، بينما كان السياري رجلا من أهل البصرة أو اصبهان أو قم، وربما سكن بغداد للعمل عند آل طاهر. وقد انعكست رواياته في الكتب اللاحقة، أو أيدت ما ورد فيها، خصوصا كتاب "ناسخ القرآن ومنسوخه" لسعد بن عبد الله الأشعري القمي (توفي أواخر القرن الثالث الهجري) و "تفسير" علي بن ابراهيم القمي، و"الكافي" لمحمد بن يعقوب الكليني (توفي سنة 329) و"تفسير" العياشي، والنعماني والماهيار وفرات بن ابراهيم الكوفي. ويبدو ان رواياته عن قراءة خاصة لأهل البيت، والتي تتضمن تصريحا بتحريف القرآن والزيادة فيه والنقيصة منه، لقيت قبولا لدى بعض الأوساط الشيعية في ما يسمى بـ "عصر الغيبة" كما يحدثنا الشيخ المفيد عن بني نوبخت الذين كانوا يحتلون موقعا قياديا سياسيا وفكريا، في بغداد في أواخر القرن الثالث الهجري وما بعده. وتميزت هذه المرحلة التي تكرست بعد وفاة الامام الحسن العسكري (سنة 260) و"غيبة" الامام الثاني عشر "محمد بن الحسن العسكري"، بالصفة الأخبارية الحشوية التي امتدت الى أواخر القرن الرابع الهجري قبل ان يولد المذهب الاثنا عشري القائم على الاجتهاد والتحقيق. حيث قام الأصوليون من مشايخ هذه الطائفة برفض روايات التحريف أو الزيادة والنقصان من القرآن، وتفسير بعض الروايات بأنها تحكي عن التأويل المنزل وفي الحقيقة لا يمكن ان ننظر الى كتاب (القراءات) بسرعة على انه كتاب ضعيف بناء على تضعيف علماء الرجال الاثني عشريين، فان تضعيف فرقة مخالفة لشخص ما، لا يعتمد عليه كثيرا وانما يجب النظر الى أسباب التضعيف هل هي بسبب الاختلاف العقدي؟ أم بسبب الكذب وعدم الأمانة؟ أم بسبب الرواية عن المراسيل والضعاف؟، وفي هذه الحالة ايضا يجب أن ننظر الى كل رواية من رواياته هل هي مرسلة؟ وعن ضعاف؟ وذلك لأن التشكيك بالراوي السياري بأنه غال أو فاسد المذهب لا يكفي للتشكيك بروايته، وانما يجب ان ندرس كتابه ونقارن بينه وبين الروايات والكتب الأخرى المعتبرة عند الشيعة، وهل نجد فيه اختلافا كبيرا او مناقضا لما هو معروف؟ يوجد رأيان حول السياري، الأول وهو الأقدم: يوثقه ويعتمد عليه، والثاني: يضعفه. يستعرض أغا بزرك الطهراني (1293 - 1389 هـ) الرأي الأول، الذي يعبر عن المرحلة الأخبارية والخط الأخباري الأخير، فيقول :" كتاب القراءات‏ للشيخ أبي عبد الله السياري، أحمد بن محمد بن سيار، الكاتب لآل طاهر زمن أبي محمد العسكري ذكره النجاشي والشيخ في الفهرست ويعرف أيضا بـ (التنزيل والتحريف) وعده البرقي محمد بن خالد (274 هـ) من أصحاب الامام العسكري. (رجال البرقي)، وله من الكتب : النوادر، وثواب القرآن، والقراءات، والطب، والتنزيل والتحريف، وفضائل القرآن ، والغارات. وأما الرأي الآخر فيعبر عنه معظم علماء الرجال والفقهاء الأصوليون (المجتهدون) من الشيعة الاثني عشرية منذ القرن الرابع الهجري ، فقد قال النجاشي: (450 هـ) عنه بأنه "ضعيف الحديث فاسد المذهب، ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيد الله [ابن الغضائري]، مجفو الرواية، كثير المراسيل". رجال النجاشي 1/211 ولكن قد نجد في اسناد السياري رجالا معروفين بالكذب والوضع والغلو، وربما جاء ضعفه من هذه الناحية، اضافة الى الارسال، فهو يروي عن الغلاة الكذابين المشهورين بالوضع، والضعفاء من أمثال محمد بن علي (أبو سمينة)، ومحمد بن سنان، وسهل بن زياد عمن أخبره، و منخل بن جميل، وعمرو بن شمر، ومفضل بن صالح، ويوسف بن يعقوب، والحصين بن المخارق، وعلي بن أبي حمزة ، وسليمان الديلمي، وابنه محمد . أو يروي عمن يروي عن مجاهيل وضعفاء ويعتمد المراسيل. ومن هنا ضعفه علماء الرجال منذ القرن الرابع الهجري كالشيخ الصدوق (381) وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد (343 هـ ). وبالرغم من هذا الشك والضعف في روايات التحريف المزعومة في كتاب السياري "قراءة أهل البيت" يجدر بنا تصنيف تلك الروايات الى أنواع والنظر فيها، وفي إمكانية تعبيرها عن قراءة خاصة لأهل البيت ، حسب نظرية الاحرف السبعة، والقراءات السبع، وترك ما عدا ذلك مما يوجد فيها من اساطير تزعم تحريف القرآن.
4 ساعت پیش در تاریخ 1403/07/08 منتشر شده است.
825 بـار بازدید شده
... بیشتر