شَرْحُ رَائِعَةِ أَبِي العَلَاءِ المِعَرِّيِّ غير مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي مِنَ الخَفِيفِ
15.3 هزار بار بازدید -
3 سال پیش
-
« شَرْحُ رَائِعَةِ أَبِي العَلَاءِ
« شَرْحُ رَائِعَةِ أَبِي العَلَاءِ المِعَرِّيِّ »
« غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي »
« عَلَى نَغَمِ الخَفِيفِ »
غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي
نَوْحُ بَــــــاكٍ وَلَا تَرَنُّمُ شَــــــادِ
♕ اللُّغَةُ :
غَيْرُ مُجْدٍ : غَيْرُ نَافِعٍ .
التَّرَنُّمُ : الغِنَاءُ .
الشَّادِي : المُتَغَنِّي .
♕ المَعْنَى :
بَدَأَ الشَّاعِرُ رِثَاءَهُ بِالتَّعَزِّي بِحَقِيقَةٍ يَعْتَقِدُهَا وَيُؤْمِنُ بِهَا ، فَحْوَاهَا أَنْ لَا جَدْوَى مِنَ البُكَاءِ عَلَى المَيِّتِ ، فَإذَا بُكِيَ عَلَيْهِ فَإنَّ ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُ ؛ فَالبُكَاءُ وَالغِنَاءُ يَتَسَاوَيَانِ فِي لَا جَدْوَاهُمَا ، وَالمَعْنَى : لَا يَنْفَعُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا البُكَاءُ وَلَا الغِنَاءُ ، وَلَا الحُزْنُ وَلَا السُّرُورُ .
وَشَبِيـــــهٌ صَوْتُ النَّعِيِّ إذَا قِيـ
ـسَ بِصَوْتِ البَشِيرِ فِي كُلِّ نَادِ
♕ اللُّغَةُ :
النَّعِيُّ : الَّذِي يَذْكُرُ خَبَرَ الوَفَاةِ .
النَّادِي : المَجْلِسُ .
♕ المَعْنَى :
يُؤَكِّدُ المَعْنَى السَّابِقَ أَنْ لَا جَدْوَى مِنَ الحُزْنِ وَالسُّرُورِ ، يَتَشَابِهُ صَوْتُ النَّعِيِّ بِصَوْتِ البَشِيرِ ، إنَّ صَوْتَ النَّعِيِّ يُثِيرُ الحُزْنَ وَالأَلَمَ لِأَنَّهُ خَبَرُ وَفَاةٍ ، وَصَوْتَ البَشِيرِ يُثِيرُ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ لِأَنَّهُ خَبَرُ مِيلَادٍ ، وَالظَّاهِرُ أنَّ فَرْقًا كَبِيرًا بَيْنَهُمَا ، لَكِنْ فِي قِيَاسِ الشَّاعِرِ يَتَسَاوَيَانِ وَيَتَشَابَهَانِ .
أبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَــامَةُ أَمْ غَنْـ
ـنَتْ عَلَى فَرْعِ غُصْنِهَا المَيَّادِ ؟!
♕ اللُّغَةُ :
المَيَّادُ : المَائِلُ المُتَحَرِّكُ .
♕ المَعْنَى :
الحَمَامَةُ إنَّمَا يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ ، فَيَجْعَلُهَا قَوْمٌ مُغَنِّيَةً ، وَيَجْعَلُهَا قَوْمٌ آخَرُونَ نَائِحَةً ؛ لِأَنَّ العَرَبَ تَجْعَلُ صَوْتَ الحَمَامِ مَرَّةً غِنَاءً وَمَرَّةً أخْرَى نَوْحًا ، فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي إِنْ كَانَتْ تِلْكَ الحَمَامَةُ تَبْكِي أمْ تُغَنِّي ، وَلَا أَبْحَثُ عَنْ ذَلِكَ لِاسْتِوَاءِ الأَمْرَيْنِ لَدَيَّ .
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلَأُ الرُّحْـــ
ـبَ ، فَأَيْنَ القُبُورُ مِنْ عَهْدِ عَادِ ؟
♕ اللُّغَةُ :
صَاحِ : صَاحِبِي .
الرُّحْبُ : السَّعَةُ .
♕ المَعْنَى :
يَنْتَقِلُ الشَّاعِرُ لِمُخَاطَبَةِ السَّامِعِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ فَيُنَادِيهِ : ( صَاحِ ) أَيْ : صَاحِبِي ؛ مَا تَرَاهُ مِنْ قُبُورٍ تَمْلَأُ الأَرْضَ هِيَ لَنَا وَتَخُصُّ أَبْنَاءَ هَذَا الزَّمَنِ ، فَأَيْنَ قُبُورُ الأَوَائِلِ وَالقُدَمَاءِ ؟ فَالعَالَمُ قَدِيمُ العَهْدِ ، وَقَدِ انْدَرَسَتْ قُبُورُهُمْ ، وَدَوْرَةُ الحَيَاةِ فِي العَقْلِ وَالقِيَاسِ تَقْتَضِي أَنْ تَنْدَرِسَ قُبُورُنَا كَمَا انْدَرَسَتْ قُبُورُهُمْ ، فَالأَرْضُ فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ مَقْبَرَةٌ كَبِيرَةٌ .
خَفِّفِ الوَطْءَ مَا أَظُنُّ أَدِيمَ الـ
أَرْضِ إلَّا مِن هَذِهِ الأَجْسَـــــادِ
♕ اللُّغَةُ :
الوَطْءُ : وَطِئَ الشَّيْءَ يَطَؤُهُ وَطْأً ، دَاسَهُ .
أَدِيمُ الأَرْضِ : ظَاهِرُهَا .
♕ المَعْنَى :
وَاسْتِنَادًا لِحَقِيقَةِ أَنَّ هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي نَطَؤُهَا وَنَدُوسُ عَلَيْهَا هِيَ مِنْ أجْسَادِنَا ، فَعَلَيْنَا تَخْفِيفُ وَطْئِنَا ؛ لِأَنَّنَا فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ نَدُوسُ عَلَى أَجْسَادِ خَلْقٍ مِثْلِنَا ، وَهِيَ تُثِيرُ الأَلَمَ وَتَسْتَدْعِي الخُضُوعَ مِنَ الإِنْسَانِ لَا التَّعَالِيَ وَالاخْتِيَالَ ، فَمَصِيرُ الإِنْسَانِ هَذَا يَقْتَضِي تَوَاضُعَهُ لَا اخْتِيَالَهُ .
وَقَبِيحٌ بِنَا وَإِنْ قَدُمَ العَهْـ
ـدُ هَوَانُ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ
♕ المَعْنَى :
وَمِمَّا تَقْتَضِيهِ الحَقِيقَةُ السَّابِقَةُ فِي البَيْتِ الخَامِسِ ، أنْ نَحْفَظَ وِدَادَ آبَائِنَا وَأَجْدَادِنَا السَّالِفِينَ ؛ فَوَطْؤُنَا بِاخْتِيَالٍ عَلَى أَجْسَادِهِمْ - وَإِنْ كَانَ عَهْدُهُمْ قَدِيمًا - فِعْلٌ قَبِيحٌ مُنْكَرٌ لَا يَلِيقُ بِنَا وَبِهِمْ .
سِرْ إنِ اسْطَعْتَ فِي الهَوَاءِ رُوَيْدًا
لَا اخْتِيَالًا عَلَى رُفَاتِ العِبَـــــــــادِ
♕ اللُّغَةُ :
رُوَيْدًا : تَرَفُّقًا .
اخْتِيَالًا : تَبَخْتُرًا .
الرُّفَاتُ : مَا بَقِيَ مِنَ العِظَامِ .
♕ المَعْنَى :
يُتَابِعُ الشَّاعِرُ فِكْرَتَهُ السَّابِقَةَ بِضَرُورَةِ حِفْظِ وِدَادِ السَّلَفِ وَعَدَمِ الاخْتِيَالِ عَلَي رُفَاتِهِمْ ، بِتَقْدِيمِ نَصِيحَةٍ : وَهِيَ السَّيْرُ فِي الهَوَاءِ تَرَفُّقًا بِرُفَاتِ العِبَادِ السَّابِقِينَ ، يَقُولُ : فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمْشِيَ فِي الهَوَاءِ فَلْتَفْعَلْ ، وَقَدْ ذَكَرَ إِنِ اسْتَطَعْتَ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ اسْتِحَالَةَ المَشْيِ فِي الهَوَاءِ ، لَكِنَّهُ جَاءَ بِهَذَا الأَمْرِ الَّذِي خَرَجَ لِمَعْنَى النَّصِيحَةِ لِلمُبَالَغَةِ فِي وُجُوبِ حِفْظِ العَهْدِ وَالوِدَادِ لِآبَائِنَا وَأَجْدَادِنَا السَّابِقِينَ ، فَوَطْؤُنَا الأَرْضَ يَعْنِي أنَّنَا نَطَأُ تُرَابًا مُتَكَوِّنًا مِنْ أَجْسَادِ العِبَادِ ، وَهِيَ حَقِيقَةٌ تَقْشَعِرُّ لَهَا الأَبْدَانُ إذْ تُذَكِّرُ بِحَقِيقَةِ مَصِيرِ الإِنْسَانِ وَمَآلِهِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا .
رُبَّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْدًا مِرَارًا
ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأَضْــدَادِ
وَدَفِيـــنٍ عَلَى بَقَايَا دَفِيــــنٍ
فِي طَوِيـــلِ الأَزْمَانِ وَالآبَادِ
« غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي »
« عَلَى نَغَمِ الخَفِيفِ »
غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي
نَوْحُ بَــــــاكٍ وَلَا تَرَنُّمُ شَــــــادِ
♕ اللُّغَةُ :
غَيْرُ مُجْدٍ : غَيْرُ نَافِعٍ .
التَّرَنُّمُ : الغِنَاءُ .
الشَّادِي : المُتَغَنِّي .
♕ المَعْنَى :
بَدَأَ الشَّاعِرُ رِثَاءَهُ بِالتَّعَزِّي بِحَقِيقَةٍ يَعْتَقِدُهَا وَيُؤْمِنُ بِهَا ، فَحْوَاهَا أَنْ لَا جَدْوَى مِنَ البُكَاءِ عَلَى المَيِّتِ ، فَإذَا بُكِيَ عَلَيْهِ فَإنَّ ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُ ؛ فَالبُكَاءُ وَالغِنَاءُ يَتَسَاوَيَانِ فِي لَا جَدْوَاهُمَا ، وَالمَعْنَى : لَا يَنْفَعُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا البُكَاءُ وَلَا الغِنَاءُ ، وَلَا الحُزْنُ وَلَا السُّرُورُ .
وَشَبِيـــــهٌ صَوْتُ النَّعِيِّ إذَا قِيـ
ـسَ بِصَوْتِ البَشِيرِ فِي كُلِّ نَادِ
♕ اللُّغَةُ :
النَّعِيُّ : الَّذِي يَذْكُرُ خَبَرَ الوَفَاةِ .
النَّادِي : المَجْلِسُ .
♕ المَعْنَى :
يُؤَكِّدُ المَعْنَى السَّابِقَ أَنْ لَا جَدْوَى مِنَ الحُزْنِ وَالسُّرُورِ ، يَتَشَابِهُ صَوْتُ النَّعِيِّ بِصَوْتِ البَشِيرِ ، إنَّ صَوْتَ النَّعِيِّ يُثِيرُ الحُزْنَ وَالأَلَمَ لِأَنَّهُ خَبَرُ وَفَاةٍ ، وَصَوْتَ البَشِيرِ يُثِيرُ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ لِأَنَّهُ خَبَرُ مِيلَادٍ ، وَالظَّاهِرُ أنَّ فَرْقًا كَبِيرًا بَيْنَهُمَا ، لَكِنْ فِي قِيَاسِ الشَّاعِرِ يَتَسَاوَيَانِ وَيَتَشَابَهَانِ .
أبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَــامَةُ أَمْ غَنْـ
ـنَتْ عَلَى فَرْعِ غُصْنِهَا المَيَّادِ ؟!
♕ اللُّغَةُ :
المَيَّادُ : المَائِلُ المُتَحَرِّكُ .
♕ المَعْنَى :
الحَمَامَةُ إنَّمَا يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ ، فَيَجْعَلُهَا قَوْمٌ مُغَنِّيَةً ، وَيَجْعَلُهَا قَوْمٌ آخَرُونَ نَائِحَةً ؛ لِأَنَّ العَرَبَ تَجْعَلُ صَوْتَ الحَمَامِ مَرَّةً غِنَاءً وَمَرَّةً أخْرَى نَوْحًا ، فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي إِنْ كَانَتْ تِلْكَ الحَمَامَةُ تَبْكِي أمْ تُغَنِّي ، وَلَا أَبْحَثُ عَنْ ذَلِكَ لِاسْتِوَاءِ الأَمْرَيْنِ لَدَيَّ .
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلَأُ الرُّحْـــ
ـبَ ، فَأَيْنَ القُبُورُ مِنْ عَهْدِ عَادِ ؟
♕ اللُّغَةُ :
صَاحِ : صَاحِبِي .
الرُّحْبُ : السَّعَةُ .
♕ المَعْنَى :
يَنْتَقِلُ الشَّاعِرُ لِمُخَاطَبَةِ السَّامِعِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ فَيُنَادِيهِ : ( صَاحِ ) أَيْ : صَاحِبِي ؛ مَا تَرَاهُ مِنْ قُبُورٍ تَمْلَأُ الأَرْضَ هِيَ لَنَا وَتَخُصُّ أَبْنَاءَ هَذَا الزَّمَنِ ، فَأَيْنَ قُبُورُ الأَوَائِلِ وَالقُدَمَاءِ ؟ فَالعَالَمُ قَدِيمُ العَهْدِ ، وَقَدِ انْدَرَسَتْ قُبُورُهُمْ ، وَدَوْرَةُ الحَيَاةِ فِي العَقْلِ وَالقِيَاسِ تَقْتَضِي أَنْ تَنْدَرِسَ قُبُورُنَا كَمَا انْدَرَسَتْ قُبُورُهُمْ ، فَالأَرْضُ فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ مَقْبَرَةٌ كَبِيرَةٌ .
خَفِّفِ الوَطْءَ مَا أَظُنُّ أَدِيمَ الـ
أَرْضِ إلَّا مِن هَذِهِ الأَجْسَـــــادِ
♕ اللُّغَةُ :
الوَطْءُ : وَطِئَ الشَّيْءَ يَطَؤُهُ وَطْأً ، دَاسَهُ .
أَدِيمُ الأَرْضِ : ظَاهِرُهَا .
♕ المَعْنَى :
وَاسْتِنَادًا لِحَقِيقَةِ أَنَّ هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي نَطَؤُهَا وَنَدُوسُ عَلَيْهَا هِيَ مِنْ أجْسَادِنَا ، فَعَلَيْنَا تَخْفِيفُ وَطْئِنَا ؛ لِأَنَّنَا فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ نَدُوسُ عَلَى أَجْسَادِ خَلْقٍ مِثْلِنَا ، وَهِيَ تُثِيرُ الأَلَمَ وَتَسْتَدْعِي الخُضُوعَ مِنَ الإِنْسَانِ لَا التَّعَالِيَ وَالاخْتِيَالَ ، فَمَصِيرُ الإِنْسَانِ هَذَا يَقْتَضِي تَوَاضُعَهُ لَا اخْتِيَالَهُ .
وَقَبِيحٌ بِنَا وَإِنْ قَدُمَ العَهْـ
ـدُ هَوَانُ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ
♕ المَعْنَى :
وَمِمَّا تَقْتَضِيهِ الحَقِيقَةُ السَّابِقَةُ فِي البَيْتِ الخَامِسِ ، أنْ نَحْفَظَ وِدَادَ آبَائِنَا وَأَجْدَادِنَا السَّالِفِينَ ؛ فَوَطْؤُنَا بِاخْتِيَالٍ عَلَى أَجْسَادِهِمْ - وَإِنْ كَانَ عَهْدُهُمْ قَدِيمًا - فِعْلٌ قَبِيحٌ مُنْكَرٌ لَا يَلِيقُ بِنَا وَبِهِمْ .
سِرْ إنِ اسْطَعْتَ فِي الهَوَاءِ رُوَيْدًا
لَا اخْتِيَالًا عَلَى رُفَاتِ العِبَـــــــــادِ
♕ اللُّغَةُ :
رُوَيْدًا : تَرَفُّقًا .
اخْتِيَالًا : تَبَخْتُرًا .
الرُّفَاتُ : مَا بَقِيَ مِنَ العِظَامِ .
♕ المَعْنَى :
يُتَابِعُ الشَّاعِرُ فِكْرَتَهُ السَّابِقَةَ بِضَرُورَةِ حِفْظِ وِدَادِ السَّلَفِ وَعَدَمِ الاخْتِيَالِ عَلَي رُفَاتِهِمْ ، بِتَقْدِيمِ نَصِيحَةٍ : وَهِيَ السَّيْرُ فِي الهَوَاءِ تَرَفُّقًا بِرُفَاتِ العِبَادِ السَّابِقِينَ ، يَقُولُ : فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمْشِيَ فِي الهَوَاءِ فَلْتَفْعَلْ ، وَقَدْ ذَكَرَ إِنِ اسْتَطَعْتَ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ اسْتِحَالَةَ المَشْيِ فِي الهَوَاءِ ، لَكِنَّهُ جَاءَ بِهَذَا الأَمْرِ الَّذِي خَرَجَ لِمَعْنَى النَّصِيحَةِ لِلمُبَالَغَةِ فِي وُجُوبِ حِفْظِ العَهْدِ وَالوِدَادِ لِآبَائِنَا وَأَجْدَادِنَا السَّابِقِينَ ، فَوَطْؤُنَا الأَرْضَ يَعْنِي أنَّنَا نَطَأُ تُرَابًا مُتَكَوِّنًا مِنْ أَجْسَادِ العِبَادِ ، وَهِيَ حَقِيقَةٌ تَقْشَعِرُّ لَهَا الأَبْدَانُ إذْ تُذَكِّرُ بِحَقِيقَةِ مَصِيرِ الإِنْسَانِ وَمَآلِهِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا .
رُبَّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْدًا مِرَارًا
ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأَضْــدَادِ
وَدَفِيـــنٍ عَلَى بَقَايَا دَفِيــــنٍ
فِي طَوِيـــلِ الأَزْمَانِ وَالآبَادِ
3 سال پیش
در تاریخ 1400/08/03 منتشر شده
است.
15,346
بـار بازدید شده