ثروة اﻹيمان واليقين الحقيقية | بيان لفضيلة الشيخ/ محمد الملا حفظه الله .

أمة الدعوة
أمة الدعوة
130.4 هزار بار بازدید - 8 سال پیش - { بين الأخلاق الإسلامية والأخلاق
{ بين الأخلاق الإسلامية والأخلاق الوضعية فى منهج الدعوة والتبليغ }
لم يترك الشيخ محمد إلياس الكاندهلوى ـ رحمه الله ـ أمرا إلا وقد قام بإفهامه للناس قدر استطاعته فى هذا المجال ، حتى إنه قد فرق بين الأخلاق الإسلامية والوضعية ، موضحا حقيقتهما ، فمثلا يقول :
( إن القوانين والأصول الوضعية فى علم ( الأخلاق ) قد كثرت فى تاريخ البشرية حيث كتب عنها كل من قام لإصلاح البشرية ، ولكن الأخلاق لا تعتبر أخلاقا فاضلة غلا إذا كانت طبقا للكتاب والسنة الشريفة ، فإن القواعد الأخلاقية الخارجة عن دائرة الإيمان والإحتساب لن تعد اخلاقا ، فالتخلق بأخلاق الله واخلاق الأنبياء وأخلاق القرآن هو اسمى شىء فى حياة الإنسان ) .
ويقول الشيخ / محمد إلياس ـ رحمه الله ـ : ( إن المسلم مهما بلغ من الإنحطاط الدينى ومهما انحدر مستواه الدنيوى ، فإن كانت فى قلبه ذرة من الإيمان الصادق ، فسترنوا إليه الأبصار بالعظمة والكرامة ) .
ويقول الشيخ / أبو الحسن على الندوى ـ رحمه الله ـ :
( قد أثر هذا الأسلوب فى عامة الناس لأن كلا منهم كان يعتقد بأنه أقرب إليه حبا وكرامة ، حيث كان الشيخ محمد إلياس رحمه الله يظهر لكل واحد قيمة الجوهرة الإيمانية الكامنة فى داخله ، وكان يفهمه بأنه أسعد الناس فى العالم بكونه مسلما ومؤمنا ، وذلك بغض النظر عن عيوبه الذاتية ، حتى إن الإنسان العادى كان يشعر بأن عليه مسئولية هامة على ظهر البسيطة وبين جموع البشرية كلها ، فكان منهجه إمالة غير الراغبين إلى الدين بحكمة الألفة والرأفة والمحبة والرفق واللين ، وقد كثرت الكلمات الطيبة الواردة فى جميع مقالاته وكتاباته مثل ( آت كل ذى حق حقه ) و ( أنزلوا الناس على قدر منازلهم ومن لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا فليس منا ).
ثم يقول الشيخ / أبوالحسن الندوى :
( لقد كان الشيخ محمد إلياس ـ رحمه الله ـ يكن الإحترام الشديد للعلماء والحفاظ وخاصة إذا عرف أن أحدهم من الأشراف ، فكان يزيد احترامه له مع تقديم الهدايا بقدر استطاعته ، ولكنه لم يكن يعتبر ان احدا اكرم من أى جليس لديه ، ولاشك ان فى هذا تأس بالرسول صلى الله عليه وسلم ، كما أنه كان لا يقنع قلبه أبدا بإكرام الضيوف الذين يخرجون فى سبيل الله فكان يقول : ( إن السنة النبوية تؤكد إكرام الضيف فكيف بضيوف الله ورسوله ( أى الطلاب والخارجون فى سبيل الله ) ؟ .
ويقول الشيخ / أبوالحسن الندوى فى ثنايا بيانه عن أخلاق الشيخ محمد إلياس وسيرته رحمه الله :
( كان الشيخ يشعر فى نفسه بأنه غير مستحق لأى إكرام وميزة بين الناس فلا يشعر بأنه أستاذ العلماء الأجلاء أو مؤسس الحركة أو غير ذلك من الصفات أو الألقاب التى كان يستحق لها فكان ينصح أصحابه بأن استخدام الكلمات الزائدة من قبيل الألقاب أو الصفات مع اسمه فى الرسائل أو لدى الناس لهو إطلاق للألفاظ فى غير محلها ، وكان يرجوهم بعدم كتابة ألقاب مع اسمه ) .
نعم أن صفة محاسبة النفس كانت غالبة عليه حتى آخر أيامه ، حيث كان يخاف الوقوع فى ( العجب ) بنفسه ، فمنع الناس من إرفاق أى ألقاب باسمه مثل العلامة أو الفهامة أو قدوة الصالحين أو أستاذ المحدثين أو إمام المجاهدين أو أمين الملة وإمام دعاة القرن العشرين وغيرها مما كان يكتب حبا فيه ، إذ كان الشيخ رحمه الله يحسبها من حملات الشيطان للإيقاع فى مرض الإعجاب بالنفس ، والذى يؤدى إلى الكبرياء والرياء ، أو أنها ابتلاء من قبل القدرة الإلهية ، فلذلك كان يلتمس علماء الدين ملاحظته وإلفات نظره لأى خطأ فى أى شىء من الأمور ، وأن يكرموه بتوجيهاتهم الحكيمة فى هذا المجال ، وقد كثرت رسائله فى هذا الموضوع .
والمقصود أنه رحمه الله كان يرتعد خوفا من شغل نفسه بالعجب ( أى الإعجاب بالنفس ) والرياء والكبرياء والغرور ، حتى إنه كان يناشد العامة الدعاء باجتناب هذه الشرور فكان يقول :
( إن أكبر عائق فى سبيل الدعوة هو الكبر والغرور والصفات الفرعونية التى تسيطر على الداعية أثناء حب الناس له وإعجابهم بشخصيته بسبب الصفات المحمودة الموجودة فيه ، فإذا لم يبذل جهوده فى تجنبها وقع فى فخ الشيطان ، وحرم من البركات الإلهية .
وكان رحمه الله يقول أيضا :
( إن الفتنة الكبرى فى هذا العصر هى الإعجاب بالنفس وتحقير الآخرين ، ولذلك حرمت الأمة من الحسنات الخلقية الإجتماعية كما حرم الفرد من حسنات الآخرين من المؤمنين المسلمين لأن كل شخص يعتقد بأن شخصيته هى مجموعة من المحاسن وشخصية غيره مجموعة من العيوب ، وعلى ذلك فكل فرد يعتبر نفسه مستحقا للتعظيم والتكريم ، وأن غيره مستحق للتحقير والإنتقاد وهذا هو السبب الوحيد الذى بث فى الأمة بذور البعد والنفرة والحقد ، فأصبح المجتمع الإسلامى مضطربا مطمورا بائسا منكوبا ) .

لمزيد اضغط على الرابط:
https://m.facebook.com/story.php?stor...
8 سال پیش در تاریخ 1395/10/27 منتشر شده است.
130,480 بـار بازدید شده
... بیشتر