أثر التوحيد في قيام الدولة السعودية | الشيخ صالح العصيمي

قطوف العصيمي
قطوف العصيمي
4.6 هزار بار بازدید - پارسال - ختم المصنف - رحمه الله
ختم المصنف - رحمه الله تعالى - ببيان شواهد من حال الناس: أنهم يفزعون في حال الضر بهم إلى من يعظمونهم من الأولياء والصالحين؛ كمعروف، وعبد القادر الجيلاني، وزيد بن الخطاب، والزبير بن العوام؛ فإن هؤلاء رجال صالحون؛ فالزبير وزيد من أصحاب النبي ﷺ، ومعروف وعبد القادر من صلحاء أهل بغداد ونبلائها.
وقبور هؤلاء معروفة مشهورة، وقد كان على بعضها قبب منصوبة، أزيل بعضها، وبقي بعضها حتى اليوم؛ فما كان في هذه البلاد فقد أزيل – بحمد الله -، وما كان في غيرها فلا يزال قائما.
وقد كان قبر زيد بن الخطاب في بلدة (الجبيلة) - القريبة من الرياض -، قد نصبت عليه قبة، وكان إمام الدعوة في ابتداء دعوته يمر على الناس العاكفين عندها فيقول لهم: (الله خير من زيد)، حتى إذا جعل الله - عز وجل  - له تأييدا بقوة السلطان سعى في هدمها، حتى استطاع رحمه الله تعالى هدمها وإزالتها؛ فلم تقم بعده ولن تقوم إن شاء الله تعالى.
ثم نبه الشيخ رحمه الله تعالى إلى أن متأخري المشركين وقعوا فيما هو أعظم من ذلك؛ بأن دعوا غير الصالحين؛ كما دعا بعض أهل هذه البلاد هؤلاء الأولياء المزعومين: (شمسان، وإدريس - ويقال له: الأشقر -، ويوسف، وأمثالهم).
ولم يكن هؤلاء الطواغيت في الرياض - كما ذكر الشارح حفظه الله -؛ بل كانوا في بلاد (العارض) جزما، في جهة (الخرج)؛ كما ذكر ذلك الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، والشيخ محمد بن إبراهيم في «فتاويه»؛ فهم جزما من أهل هذه الناحية القريبة من الرياض، لكنهم لم يكونوا في الرياض نفسها.
ولما أظهر الله - سبحانه وتعالى - دعوة التوحيد قمع هؤلاء الدجاجلة؛ الذين كانوا يتعاطون السحر والكهانة، ولهم من الأفعال الخبيثة والسيرة السيئة ما يخرجهم من معنى الولاية، ومع ذلك كان الناس يعطونهم الأعطيات، وينذرون لهم النذور.
وكان بعضهم ذا شر عظيم؛ فقد كان أعمى، ومع ذلك يأتي من بلاد (الخرج) إلى الرياض بلا قائد يقوده! لأن الشياطين تحمله وتؤزه على مثل هذا.
حتى ذهب هؤلاء - إلى غير رجعة إن شاء الله  - بدعوة التوحيد، وتمكن التوحيد من قلوب الناس؛ فهدمت القبب المنصوبة على القبور، وقطعت الأشجار المعظمة، ومنع أهل الدجل والسحر والكهانة، وانتشر التوحيد في هذه البلاد.
حتى إن إمام الدعوة رحمه الله لما دخل (الدرعية) كان مما عاقد عليه محمد بن سعود أن يلزم الناس بتعلم «ثلاثة الأصول»؛ فتعلموا دينهم، وعرفوا ما يجب عليهم من التوحيد؛ فاستقام لهم أمر دينهم ودنياهم.
وكتب الله - عز وجل -  البركة لهذه الدعوة، وازدهرت (الدرعية)؛ فبعد أن كانت بليدة صغيرة، قصدها الناس واجتمعوا فيها، وصارت سوقا رائجة، فيها جمع كبير من الخلق، وهذا كله ببركة التوحيد.
نسأل الله - عز وجل -  أن يحيينا على التوحيد، وأن يميتنا على التوحيد، وأن يرزقنا من بركاته.
پارسال در تاریخ 1401/12/16 منتشر شده است.
4,651 بـار بازدید شده
... بیشتر