مقطع قصير من خطبة الجمعة _ للشيخ/ سعد الكاندهلوي في مركز الدعوة بنظام الدين في الهند

أمة الدعوة
أمة الدعوة
8.2 هزار بار بازدید - 7 سال پیش - ( كلام فى اليقين )تعريف
( كلام فى اليقين )
تعريف اليقين فى اللغة : العلم وإزالة الشك وتحقيق الأمر .
وفى كلام رب العالمين : ( وإنه لحق اليقين )
قال الجنيد : اليقين هو استقرار العلم الذى لا ينقلب ولا يتحول ولا يتغير فى القلب .
وقول ذى النون : اليقين هو النظر إلى الله فى كل شئ والرجوع إليه فى كل أمر والإستعانه به فى كل حال .
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ترضين أحدا بسخط الله ولا تحمدن أحدا على فضل الله ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله ؛ فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كراهية كاره وإن الله تعالى بقسطه وعدله جعل الروح والفرح فى الرضا واليقين وجعل الهم والحزن فى السخط )
قال الله تعالى :
( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين )
الله سبحانه يرى النمله من فوق سبع سموات ولا يحتاج إلى مكبرات لكى يرى البيضه التى بداخل النملة ويرى النملة التى بداخل البيضة أو يرى لسانها والدم الذى يجرى فى عروقها والطعام الذى فى أحشائها ويعلم ما فى خاطرها وكم حجم أرجلها ويسمع كلامها من فوق سبع سماوات ولو تحت صخرة والله يسمع كلامها وبدون مكبرات صوت ولا يسقط حرفا من كلامها والله سبحانه لا يحتاج إلى مكبرات حتى يرى النملة لأن خلق النملة وخلق السماء عند الله سواء وهو سبحانه لا يحتاج إلى قوة كبيرة حتى يخلق سماء ولا قوة صغيرة حتى يخلق نملة .
عن عمران بن حصين قال : "إنى عند النبى صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بنى تميم فقال ( اقبلوا البشرى يا بنى تميم ) قالوا : بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال : ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) قالوا : قبلنا جنناك لتنفقه فى الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال ( كان الله ولم يكن شئ قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب فى الذكر كل شئ)
الله خلق الإنسان من العدم فأبدعه من أول مرة فى أجمل صورة وبدون مثال سابق وما مسه من لغوب .
الله سبحانه قد يحفظ وسط أسباب الهلاك وبدون أسباب الحفظ : كما حفظ سيدنا إبراهيم وسط النيران ( أسباب الهلاك ) وحفظ سيدنا يونس فى بطن الحوت ( أسباب الهلاك ) ولم يتوفر معهما أى أسباب حفظ عليهما السلام والله قد يهلك فى وسط أسباب الحفظ وبدون أسباب الهلاك كما أهلك النمرود وكما أهلك قارون فقد خسف بالأخير الأرض بلا سبب من أسباب الهلاك وهو وسط كل أسباب الحفظ من ملك وسلطان وجنود ومع ذلك خسف الله به وأهلكه .
والله سبحانه يؤمن فى أسباب الخوف بدون سبب من أسباب الأمن فسيدنا موسى عليه السلام أمامه البحر وخلفه فرعون ولا يخاف ويقول له بنو اسراءيل يا موسى إنا لمدركون قال : كلا إن معى ربى سيهدين وكله اطمئنان بحفظ الله سبحانه له والله يخوف فلا أسباب الأمن وبدون سبب من أسباب الخوف فهذا فرعون يخاف من سيدنا موسى عليه السلام قبل ولادته بخمس عشر سنة .
والله ينصر فى أسباب الهزيمة وبدون سبب من أسباب النصر ( فالصحابه رضى الله عنهم فى بدر والأحزاب ) نصرهم الله سبحانه بدون سبب من أسباب النصر والله يعز فى أسباب الذلة وبدون سبب من أسباب العزة والله يذل فى أسباب العزة وبدون سبب من أسباب الذلة والله يعطى السعادة فى مكان الشقاء بدون سبب من أسباب السعادة
والله يعطى الشقاء فى أسباب السعادة بدون سبب من أسباب الشقاء فالله سبحانه وحده هو المتصرف فى السماء وفى الأرض والأمن والخوف والسعادة والشقاء والموت والحياة والجنة والنار وهو سبحانه المتصرف فى الشعوب والحكومات فتصريف الحكام والشعوب لا يتحقق إلا بتصريف من الله سبحانه وتعالى وحده .
وكذلك تصريف الوزراء والإنس والجن والمعارضين والمؤيدين لا يكون ولا يتحقق إلا بتصريف من الله سبحانه فالمال فى قبضة الله وليس فى قبضة البنوك ولا فى قبضة الأسباب والرزق فى قبضة الله وليس فى قبضة التجارة والوظيفة والسعادة فى قبضة الله وليست فى قبضة التجارة ولا المال ولا الزوجة ولا المنصب ولا السلطان ولا الملك
والله سبحانه إذا أراد الأمن يكون الأمن وإذا أراد الخوف يكون الخوف وإذا أراد الحفظ يكون الحفظ وإذا أراد الذلة أو العزة يكون ما أراد وإذا أراد المرض أو الشفاء يكون ما أراد الله سبحانه .
الله يعلم عدد ورق الأشجار ويعلم متى تنبت ومتى تسقط ويعلم عدد حبات الرمال وعدد قطر الأمطار وعدد قطر ماء البحر والأنهار والمحيطات ويعلم عدد شعر كل حيوان بل شعور جميع الحيوانات ويعلم عدد الأسماك فى البحار ويعلم كل شئ عن كل سمكه فى هذه البحار فالله يعلم متى تولد ؟ وكم تعيش ؟ ومن يأكلها ؟ وكم يكون وزنها وحجمها وطولها وعرضها ؟ ومن يبيعها ومن يشتريها ؟ وكل هذا فى علم الله وهو علم أزلى قديم قدم الزمان والمكان وقبل خلق الزمان والمكان .
الله يسمع جميع المخلوقات فى آن واحد ولا يسكت أمة حتى يسمع أمة ولا يسكت خلقا حتى يسمع خلقا ولا يسكت الملائكة ليسمع الإنس ويسمع جميع المخلوقات على اختلاف اللغات واللهجات وتعدد الحاجات ويستجيب لهم فى آن واحد عربا وعجما وفى كل مكان
فما كانت شمس حتى يخلق شمسا مثلها وما كان إنسان حتى يخلق مثله بل يخلق بدون مثال سابق قال الله تعالى :
( الله الذى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما )
( الطلاق : 12 )
7 سال پیش در تاریخ 1396/03/19 منتشر شده است.
8,269 بـار بازدید شده
... بیشتر