ما لا تعرفه عن سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه للشيخ د.عثمان الخميس

Yaqeen يقين
Yaqeen يقين
16.9 هزار بار بازدید - ماه قبل - ما لا تعرفه عن سيرة
ما لا تعرفه عن سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه  للشيخ د.عثمان الخميس

من فَضائِلِه ومَناقِبِه رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه جامِعُ القُرآنِ عَلى رَسمٍ واحِدٍ للمُصحَفِ لَمَّا خَشِيَ اختِلافَ النَّاسِ في القُرآنِ.
عن أنسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمانِ قَدِمَ عَلى عُثمانَ، وكانَ يُغازي أهلَ الشَّأمِ في فَتحِ أرمينيَّةَ وأذربيجانَ مَعَ أهْلِ العِراقِ، فأفزَعَ حُذَيفةَ اختِلافُهم في القِراءةِ، فقال حُذَيفةُ لعُثمانَ: يا أميرَ المُؤْمِنينَ، أدرِكْ هَذِه الأمَّةَ قَبلَ أن يَختَلِفوا في الكِتابِ اختِلافَ اليَهودِ والنَّصارى، فأرسَلَ عُثمانُ إلى حَفصةَ: أنْ أرسِلي إلَينا بالصُّحُفِ نَنسَخُها في المَصاحِفِ، ثُمَّ نَرُدُّها إلَيكِ، فأرسَلَتْ بها حَفصةُ إلى عُثمانَ، فأمرَ زَيدَ بنَ ثابِتٍ، وعَبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ، وسَعيدَ بنَ العاصِ، وعَبدَ الرَّحمَنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، فنَسَخوها في المَصاحِفِ، وقال عُثمانُ للرَّهطِ القُرَشِيِّينَ الثَّلاثةِ: إذا اختَلَفْتُم أنتُم وزيدُ بنُ ثابِتٍ في شَيءٍ مِنَ القُرآنِ، فاكتُبوهُ بلِسانِ قُرَيشٍ؛ فإنَّما نَزَلَ بلسانِهِم، ففَعلوا، حَتَّى إذا نَسَخوا الصُّحُفَ في المَصاحِفِ، رَدَّ عُثمانُ الصُّحُفَ إلى حَفصةَ، وأرسَلَ إلى كُلِّ أفُقٍ بمُصحَفٍ مِمَّا نَسَخوا، وأمرَ بما سِواهُ مِنَ القُرآنِ في كُلِّ صَحيفةٍ أو مُصحَفٍ أن يُحرَقَ .
من مَناقِبِه رَضِيَ اللهُ عنه شِدَّةُ حيائِه حَتَّى إنَّ المَلائِكةَ والنَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَستَحْيُونَ مِنهُ.
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُضطَجِعًا في بيتي كاشِفًا عن فَخِذَيه أو ساقَيه، فاستَأذَن أبو بَكْرٍ فأذِنَ لهُ وهوَ عَلى تِلكَ الحالِ فتَحدَّثَ، ثُمَّ استَأذَنَ عُمرُ فأذِنَ لهُ وهوَ كذلك فتَحدَّثَ، ثُمَّ استَأذَنَ عُثمانُ، فجَلَس رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسَوَّى ثيابَه. قال مُحَمَّدٌ -يَعني ابنَ أبي حَرمَلةَ الرَّاوي عنهم-: ولا أقولُ ذلك في يَومٍ واحِدٍ، فدَخلَ فتَحدَّثَ، فلَمَّا خَرجَ قالت عائِشةُ: دَخلَ أبو بَكْرٍ فلَم تَهتَشَّ لهُ، ودَخلَ عُمرُ ولَم تُبالِه، ثُمَّ دَخلَ عُثمانُ فجَلَسْتَ وسَوَّيتَ ثيابَكَ! فقال: ألا أستَحِي من رَجُلٍ تَستَحي مِنهُ المَلائِكةُ  )) .
قال ابنُ بطالٍ: (فإنْ قال قائِلٌ: لمَ غَطَّى النَّبيُّ رُكبَتَهُ حينَ دَخَلَ عليه عُثمانُ بنُ عَفَّانَ؟ قيلَ: قَد بَيَّنَ النَّبيُّ مَعنى ذلك بقَولِه: ((ألا أستَحي مِمَّن تَستَحيي مِنهُ مَلائِكةُ السَّماءِ))، وإنَّما كانَ يَخُصُّ كُلَّ واحِدٍ من أصحابِه مِنَ الفَضائِلِ بما يَتَبَيَّنُ به عن غَيرِه، ويَمتازُ به عَمَّن سِواهُ، وإن كانَ قَد شَرِكَهُ غَيرُهُ من أصحابِه في مَعنى تِلكَ الفَضيلةِ، ولَهُ النَّصيبُ الوافِرُ مِنها، غَيرَ أنَّه عليه السَّلامُ إنَّما كانَ يَصِفُ كُلَّ واحِدٍ من أصحابِه بما هو الغالِبُ عليه من أخلاقِه، وهوَ مَشهورٌ فيه، فلَمَّا كانَ الحياءُ الغالِبَ عَلى عُثمانَ، استَحْيَا مِنهُ، وغَطَّى رُكبَتَهُ بحَضرَتِه، وذَكَرَ أنَّ المَلائِكةَ تَستَحيي مِنهُ، فكانَتِ المُجازاةُ لهُ من جِنسِ فِعْلِه) .
وقال أبو العَبَّاسِ القُرطُبيُّ: (فيه دَليلٌ عَلى جَوازِ مُعاشَرةِ كُلِّ واحِدٍ مِنَ الأصحابِ بحَسَبِ حالِه، ألَّا تَرى انبِساطَهُ واستِرسالَهُ مَعَ العُمَرَينِ عَلى الحالةِ الَّتي كانَ عليها مَعَ أهلِه، لم يُغَيِّرْ مِنها شَيئًا، ثُمَّ إنَّهُ لَمَّا دَخلَ عُثمانُ رَضِيَ اللهُ عنه غَيَّرَ تِلكَ الَّتي كانَ عليها، فغَطَّى فَخِذَيه، وتَهَيَّأ لهُ، ثُمَّ لَمَّا سُئِلَ عن ذلك قال: إنَّ عُثمانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ وإنِّي خَشِيتُ إن أذِنْتُ لهُ عَلى تِلكَ الحالِ ألَّا يَبلُغَ إليَّ في حاجَتِه. وفي الرِّوايةِ الأخرى: ألَا أستَحيي من رَجُلٍ تَستَحيي مِنهُ المَلائِكةُ؟! أي: حياءَ التَّوقيرِ والإجلالِ، وتِلكَ مَنْقَبةٌ عَظيمةٌ، وخُصوصيَّةٌ شَريفةٌ ليسَت لغَيرِه) .
ماه قبل در تاریخ 1403/03/09 منتشر شده است.
16,911 بـار بازدید شده
... بیشتر