فذكر بالقرآن من يخاف وعيد 1

islam elrasoul
islam elrasoul
486 بار بازدید - ماه قبل - فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
فذكر بالقرآن من يخاف وعيد 1

يقول الله تعالى

* إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

إن حفظ الله للذكر الحكيم، لا يعني حفظ ورق المصحف من أن يمسه أحد بسوء، فقد شاهد الواقع على مر العصور حرق المصاحف، وحدوث تحريفات وأخطاء مطبعية لم تُكتشف إلا بعد أن انتشرت بين الناس، ولم يتدخل الله لمنعها، فلم تشل يد وهي تقوم بتحريفه، ولم تحرق ماكينة الطباعة التي أخطأت

إن حفظ الله للذكر الحكيم، يشمل حفظ الكلمة، وحفظ المسمى المقابل لها في الآفاق والأنفس، ولذلك سمى الله تعالى الجملة القرآنية «آية»، ووصفها بالذكر (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) وقال تعالى في سورة ص

* وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ

إن الإنسان لا يستطيع الوقوف على حقيقة شيء لم يشاهد مُسماه من قبل، ولا يمكن أن يتذكر شيئا لم توجد له صورة ذهنية عنده، ولذلك وصف الله الجمل القرآنية (المتلوة) بالآيات، فقال تعالى في سورة آل عمران

* ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ

والتلاوة هنا تعني اتباع ما يتلى

ووصف الله الجمل القرآنية (المدونة) في الكتاب بالآيات، فقال تعالى في سورة الحجر

* الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ

ووصف الله الجمل القرآنية (المقروءة) بالآيات، فقال تعالى في سورة النمل

* طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ

و«الآيات» هي «البراهين» الدالة على الوحدانية، وعلى صدق النبوة، وحكمة التشريع، والتي يعجز الجن والإنس أن يأتوا بمثلها

وهذا دليل على أن حفظ «الذكر» لا ينظر إليه من منظور الجمل القرآنية المدونة في الكتاب فقط، وإنما بالنظر إلى المقابل الكوني لها، الذي حملته آيات الآفاق والأنفس، وهذا ما نفهمه من قول الله تعالى

* قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا

إن إقامة البراهين الدالة على صدق نسبة هذا القرآن إلى الله تعالى، ليست خاصة بعصر الرسالة، ولا بالعرب، وإنما للناس جميعا، على مر العصور وإلى يوم الدين، يقول الله تعالى

* يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

ثم ذكر بعدها دلائل الوحدانية التي تقتضي إخلاص العبودية لله تعالى، والتصديق برسالة النبي الخاتم، فقال تعالى

* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

وبعد أن بيّن الله حجية الآيات الدالة على الوحدانية، انتقل إلى بيان حجية المقابل لها في كتاب الله، فقال تعالى

* وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

* فلم يكن المقصود بقوله تعالى (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ) أن يأتوا بمثل الجمل القرآنية التي تكونت منها السور، من حيث نظمها وبلاغتها، وإنما أن يأتوا أيضا بـ (المقابل الكوني) لها، ولذلك قال الله تعالى بعد ذلك

* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ

إن قول الله تعالى مخاطبا المكذبين (وَلَن تَفْعَلُوا) كان يجب أن يدفعهم إلى تكثيف الجهود والاستعانة بالإنس والجن (ليفعلوا) ولكنهم وقفوا عاجزين عن أن يفعلوا شيئا، بعد أن أدركوا أن (المثلية) ليست في الإتيان بمثل الجمل القرآنية وإنما بمثل الآيات القرآنية

فما فائدة أن تحاكي أو تستنسخ نصوصا بلاغية قرآنية، ثم تعطي ظهرك للمحور الأساس في هذه القضية، وهو المقابل الكوني لها، خاصة وأن قوله تعالى (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ) جاء في سياق بيان دلائل الوحدانية

* فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

إن أقصر سورة من سور القرآن، هي سورة الكوثر، فعدد كلماتها عشر (١٠) يقول الله تعالى

* إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ - فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ - إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

فهل استطاع أحد من أهل اللسان العربي، المرتابين المشككين في حفظ الله لكتابه، المتخصصين في فنون البلاغة والمعاني والألفاظ، أن يحاكي هذه الجمل القرآنية الثلاث، ويخلق المقابل الكوني لها؟

إن المحاور الرئيسية التي تدور حولها هذه الجمل القرآنية الثلاث هي

١- إثبات الوحدانية في الضمير (إِنَّا) والسؤال

* هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟
 
٢- إثبات صدق النبوة في (أَعْطَيْنَاكَ) وتدبر

* أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ؟

٣- إثبات أحكام الشريعة، وارتباطها بالوحدانية

* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

إن حجية (الآية القرآنية العقلية) ليست في نصوصها العربية وإنما في المقابل الكوني لـ (كلماتها) وهذا المقابل الكوني حجة على الناس جميعاً إلى يوم الدين

ولذلك يكفي لغير العربي، أن يجلس مع من يجيد لغته من المسلمين الدارسين كتاب الله، المتدبرين آياته، ويترجم له النص القرآني، مشيرا إلى المقابل الكوني له، ويخبره أن الذي خلق هذا الكون، هو الذي أنزل هذا القرآن، ولم يظهر من عارض ذلك منذ نزول القرآن وإلى اليوم

* أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ

* أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ

* يُتْلَى عَلَيْهِمْ

* إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى

* لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
ماه قبل در تاریخ 1403/04/18 منتشر شده است.
486 بـار بازدید شده
... بیشتر