الترجمة والتعريب . هل نرجم المصطلحات الأجنبية ؟

Ahmad Fakhouri
Ahmad Fakhouri
119.6 هزار بار بازدید - 5 سال پیش - الكثير من اللغويين يسعون لايجاد
الكثير من اللغويين يسعون لايجاد مرادفات على اسماء الاختراعات التي تنتجها الشعوب .. هل نعربها ام تستخدمها بلغتها الام .

فإذا نظرنا لعمليتي الترجمة والتعريب كمنطلق لتحقيق هذا المطلب لوجدنا أنهما لفظان متلازمان، فالمترجم إلى العربية لا بد له أن يصادف ما يصعب عليه تعريبه في المصطلحات العلمية والمسميات التقنية في لغاتها الأصلية، ففي مجال الكيمياء مثلاً وقف المترجمون حيارى أمام أسماء معظم العناصر الكيميائية ولم يكن أمامهم من مخرج لتعريبها، فدخلت إلى العربية كلمات مثل: الكوبالت ولنيتروجين والمغنيسيوم والأكسجين والهيدروجين ومئات غيرها. وفي ميادين الطب والصيدلة ظهرت لنا كلمات معربة مثل: الأسبرين والبنسلين والهيموجلوبين، وحدث نفس الشيء في ميادين الرياضيات والفيزياء والحاسوب وغيرها من العلوم البحتة نتيجة للغزو الهائل من الصناعات والاختراعات والابتكارات التي تنهال علينا وتترى حولنا من كل حدب وصوب.

كما أفادت اللغة العربية من الترجمة والتعريب مما زادها تألقًا وثراءً وتوسعًا وانتشارًا وعالميةً وثراء، حيث إن اللغة العربية لغة مرنة وسلسة وطيعة تقبل الألفاظ الأجنبية والمصطلحات التقنية وذلك لسهولة النحت والتصريف والاشتقاق والقياس فيها، بيد أنه لا يتم القيام بعملية التعريب إلا عند الحاجة والضرورة. لذا يستحسن عند تعريب الألفاظ والمصطلحات الأجنبية أن يراعى ما يلي:

1 - يفضل التغيير ما أمكن في شكل المصطلح حتى يصبح موافقًا للصيغة العربية ومضاهيًا لها، فمثلاً عندما ترجمت كلمة: تلفزيون إلى العربية وأصبحت (الرائي أو المرناة) لم تجد هذه الكلمة العربية قبولاً مستساغًا بين أوساط الناس فكان لا مندوحة من تعريب الكلمة الأجنبية مع بعض التغيير الذي يضاهي العربية فأصبح لدينا كلمة: تلفاز (وإن كانت غير مستخدمة على نطاق واسع). كما نجحنا في تعريب كلمة: تلفون لتصبح: الهاتف (وإن كانت الأولى لا تزال مستخدمة كلفظها الأصلي) وكذلك: كمبيوتر إلى حاسب آلي أو حاسوب وكذلك راديو إلى مذياع. وعند تعريب المصطلح العلمي يمكن كتابته باللغة العربية بصيغة أو بنيوية متوافقة مع المحافظة على لفظه ومعناه قدر المستطاع، فمثلاً كلمة: تلفزيون عربت تلفاز، وكلمة: فيزيكس عربت فيزياء، وكذلك تكنولوجيا أصبحت: تقنية وماستر صارت ماجستير وكوليج: كلية، وبتروليوم: بترول، وهكذا، ناهيك عن أسماء الدول التي يعرفها القارئ ولا داعي لذكرها هنا.

2 - يجب اعتبار المصطلح المعرب عربيًا بحيث يخضع لقواعد اللغة ويجوز فيه الاشتقاق والنحت والتصريف وتستخدم فيه أدوات البدء والإلحاق مع مواءمته للصيغة العربية، وهنا بعض الأمثلة:

 دكتور: يمكن جمعها جمع تكسير فتصبح: دكاترة.

 بروتون، نيوترون: يمكن جمعها جمع مؤنث سالم فتصبح: بروتونات، نيوترونات.

 أكسيد: يمكن اشتقاق فعل منها فتصبح: يتأكسد، أو جمعها: أكاسيد.

 إلكترون: يمكن إلحاقها بأل التعريف فتصبح: الإلكترون (الإلكترونات) أو صفة (معدات |إلكترونية).

3 - يحب تصويب الكلمات العربية التي حرفتها اللغات الأجنبية واستعمالها باعتماد أصلها الفصيح، فمثلاً كلمة: syrup أصلها العربي: شراب، وكلمة: alcohol أصلها العربي: الكحول، وكلمة: gas أصلها العربي: غاز، وكلمة: arsenic أصلها العربي: الزرنيخ، وكلمة: naphtha أصلها العربي: نفط، وكلمة: cave كهف، وكلمة: guide قائد، وهكذا.

4 - ثمة كلمات أجنبية دخيلة (وما أكثرها) اقتحمت واخترقت لغتنا العربية دونما استئذان فاستباحت ساحتها وفرضت نفسها عليها واحتلت مكانًا بين مفرداتها، ويُعدُّ هذا أحد عيوبنا في السماح لها والتغاضي عنها بل والترحيب بها ومن ثم استخدامها دونما وعي أن في العربية معاني ومترادفات تحل محلها وتغني عنها، فخذ على سبيل المثال: ماراثون: سباق، كود: نظام، لوبي: تأثير، كلاسيكي: تقليدي، رومانسي: عاطفي، دراما: مشكلات نفسية وعاطفية، كوميديا: مرح، تراجيديا: مأساة، كنترول: تحكم، تكنولوجيا: تقنية، |إلى جانب مسميات مستجدة اخرى لا بد من إيجاد صيغ ومعان أو مرادفًا لها مثل: مول وجاليريا وبلازا، إلخ.


4 - المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر: وهو جهاز متخصص مقره دمشق، تابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، يقوم بتحقيق أهدافه وأداء مهامه في المساعدة على تعريب التعليم العالي والجامعي بفروعه وميادينه كافة في الوطن العربي، بما في ذلك تأمين حاجات التعريب من المراجع والكتب والدراسات والبحوث والمستخلصات ترجمة وتأليفًا ونشرًا وتوزيعًا، كذلك التعاون مع الجهات المختصة ومنها مجامع اللغة العربية، ومراكز البحوث، واتحاد الجامعات العربية وسائر الجهات المعنية الأخرى العربية والدولية، إلى جانب تنسيق مجهودات الترجمة والتأليف التي تتم في الوطن العربي وتنشيط تبادل الخبرات والمطبوعات بين المؤسسات العربية العاملة في هذا الميدان. #أحمد_فاخوري #ترندينغ #بي_بي_سي
5 سال پیش در تاریخ 1398/09/02 منتشر شده است.
119,654 بـار بازدید شده
... بیشتر