قصيدة الأزهر لإمير الشعراء أحمد شوقي

almutanby
almutanby
32.8 هزار بار بازدید - 12 سال پیش - أحمد شوقيقُـم  في  فَمِ الدُنيا
أحمد شوقي

قُـم  في  فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا      وَاِنثُر  عَلى  سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاِجـعَل مَـكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ      فـي مَـدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
وَاِذكُـرهُ  بَعدَ  المَسجِدَينِ مُعَظِّماً      لِـمَساجِدِ الـلَهِ الـثَلاثَةِ مُكبِرا
وَاِخـشَع مَـلِيّاً وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ      طَـلَعوا  بِـهِ زُهراً وَماجوا أَبحُرا
كـانوا  أَجَـلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً      وَأَعَـزَّ  سُـلطاناً  وَأَفخَمَ مَظهَرا
زَمَـنُ  المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُم      حَـرَمَ  الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا
مِـن  كُلِّ بَحرٍ في الشَريعَةِ زاخِرٍ      وَيُـريكَهُ  الخُلُقُ  العَظيمُ غَضَنفَرا
لا  تَـحذُ  حَـذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ      يَـجِدونَ كُـلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا
وَلَوِ  اِستَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا      مَـن  مـاتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا
مِـن  كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ      وَإِذا  تَـقَـدَّمَ لِـلبِنايَةِ قَـصَّرا
وَأَتـى الـحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً      وَالـعِلمِ نَـزراً وَالـبَيانِ مُثَرثِرا
يـا  مَـعهَداً أَفنى القُرونَ جِدارُهُ      وَطَـوى  اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا
وَمَـشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ      وَأَضـاءَ  أَبـيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا
وَأَتـى الـزَمانُ عَلَيهِ يَحمي سُنَّةً      وَيَـذودُ عَن نُسُكٍ وَيَمنَعُ مَشعَرا
فـي الـفاطِمِيّينَ اِنـتَمى يَنبوعُهُ      عَذبَ  الأُصولِ  كَجَدِّهِم مُتَفَجِّرا
عَـينٌ مِـنَ الفُرقانِ فاضَ نَميرُها      وَحياً مِنَ الفُصحى جَرى وَتَحَدَّرا
مـا ضَرَّني أَن لَيسَ أُفقُكَ مَطلَعي      وَعَـلى  كَواكِبِهِ  تَعَلَّمتُ السُرى
لا  وَالَّـذي وَكَلَ البَيانَ إِلَيكَ لَم      أَكُ  دونَ  غـاياتِ البَيانِ مُقَصِّرا
لَـمّا جَرى الإِصلاحُ قُمتَ مُهَنِّئاً      بِـاِسمِ الـحَنيفَةِ بِـالمَزيدِ مُبَشِّرا
نَـبَأٌ  سَـرى فَكَسا المَنارَةَ حَبرَةً      وَزَهـا  المُصَلّى  وَاِستَخَفَّ المِنبَرا
وَسَـما  بِـأَروِقَةِ  الهُدى فَأَحَلَّها      فَـرعَ الثُرَيّا وَهيَ في أَصلِ الثَرى
وَمَشى  إِلى الحَلَقاتِ فَاِنفَجَرَت لَهُ      حَـلقاً  كَـهالاتِ السَماءِ مُنَوِّرا
حَـتّى ظَـنَنّا الـشافِعِيَّ وَمالِكاً      وَأَبـا حَـنيفَةِ وَاِبنَ حَنبَلِ حُضَّرا
إِنَّ الَّـذي جَـعَلَ الـعَتيقَ مَثابَةً      جَـعَلَ  الـكِنانِيَّ  المُبارَكَ كَوثَرا
الـعِلمُ  فـيهِ  مَـناهِلاً وَمَجانِياً      يَـأتي  لَـهُ  النُزّاعُ يَبغونَ القِرى
يـا  فِـتيَةَ المَعمورِ سارَ حَديثُكُم      نَـدّاً  بِـأَفواهِ الـرِكابِ وَعَنبَرا
الـمَعهَدُ الـقُدسِيُّ كـانَ نَـدِيُّهُ      قُـطباً لِـدائِرَةِ الـبِلادِ وَمِحوَرا
وُلِـدَت  قَـضِيَّتُها  عَلى مِحرابِهِ      وَحَـبَت  بِهِ طِفلاً وَشَبَّت مُعصِرا
وَتَـقَدَّمَت تُزجي الصُفوفَ كَأَنَّها      جـاندَركُ  في يَدِها اللِواءُ مُظَفَّرا
هُزّوا  القُرى  مِن كَهفِها وَرَقيمِها      أَنـتُم  لَعَمرُ  اللَهِ أَعصابُ القُرى
12 سال پیش در تاریخ 1391/06/07 منتشر شده است.
32,876 بـار بازدید شده
... بیشتر