السيد كمال الحيدري | غاية وجود الانسان ليست هي العبادة كما يتصور الكثير

alhaydari-tube
alhaydari-tube
302.8 هزار بار بازدید - 8 سال پیش - هناك صلة بين الكمال والمعرفة
هناك صلة بين الكمال والمعرفة التوحيدية. فالإنسان مشدود في حركته الحياتية إلى كماله، وثم نقطة يلتقي عندها الكمال بالتوحيد ينبغي معرفتها. لقد أشار القرآن الكريم في آيات عديدة إلى أن كل شيء مسخر لأجل الإنسان (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ)، حتى الملائكة مسخرة لتدبير أمور الإنسان (فالمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) فيما تقوم به وفاقاً لدورها من إنزال الوحي والرزق وغير ذلك.

ما تهدف إليه حركة التسخير هذه هو أن يتحرك الإنسان صوب كماله النهائي. عندما نأتي إلى القرآن لنستنطقه عن هدف الخلق, يواجهنا قول الله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}. وهذه العبارة لا تمثّل الهدف النهائي لوجود الخلق وإنّما هي وسيلة فقط لبلوغ الكمال النهائي المتمثّل في اليقين بالله {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}. والذروة في هذا اليقين هو ما بلغه أنبياء الله العظام على هذا الخطّ, حيث يصف القرآن الكريم مقام خليل الرحمن بقوله: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ} .
فكلّ شيءٍ إذن مسخّرٌ للإنسان كي يبلغ كمالَه, وكمالُ الإنسان في معرفة الله, وبلوغِ اليقين بهذه المعرفة.

وهنا يلتقي الكمال بلمعرفة التوحيدية وفق مسار يرسم الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خطواته بدقة في قوله : أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ، وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ ، وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ.
8 سال پیش در تاریخ 1395/07/10 منتشر شده است.
302,821 بـار بازدید شده
... بیشتر