التفسير الأقوم - و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

التفسير الأقوم = Alaqvam Commentary
التفسير الأقوم = Alaqvam Commentary
55 بار بازدید - 2 سال پیش - ثلاثة أوصاف تواردت على موصوف
ثلاثة أوصاف تواردت على موصوف واحد، و قد اختلف المفسرون في التوجيه و التأويل، و نضرب صفحا عن أقوالهم تجنبا للاطالة، أما رأينا فنبديه فيما يلي: ان الدين عقيدة و شريعة، و العقيدة من صفات القلب، و لها أصول، و هي الايمان باللّه و صفاته، و كتبه و رسله و ملائكته و اليوم الآخر، و الشريعة أحكام عملية تتعلق بالأقوال و الأفعال، و إذا أطلق لفظ الكفر مجردا عن القرينة، كما لو قيل: فلان كافر فهم منه انه يجحد أصول العقيدة كلا أو بعضا .. و إذا أطلق لفظ الفسق فهم منه انه مقر بالدين أصولا و فروعا، و لكنه متهاون، و تارك العمل بالفروع كلا أو بعضا. هذا، إذا أطلق كل من اللفظين، دون أن يضاف إلى شيء، أما إذا أضيف الفسق إلى العقيدة كقولنا: فلان فاسق العقيدة فيكون المراد بالفسق الكفر، و قد جاء هذا الاستعمال في القرآن، قال تعالى: «وَ لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَ ما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ- 99 البقرة». و إذا أضيف الكفر الى العمل، لا الى العقيدة فالمراد منه الفسق، قال تعالى: «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ- 97 آل عمران». فقد وصف سبحانه تارك الحج بالكفر، مع انه مؤمن بجميع الأصول، فيتعين ان المراد بالكفر الفسق. أما لفظ الظلم فيجوز إطلاقه على الكفر و على الفسق، لأن كلا من الكافر و الفاسق قد ظلم نفسه، حيث حملها من العذاب ما لا تطيق، قال تعالى: «وَ الْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ 254- البقرة». و قال: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ- 140 البقرة». و كتم الشهادة بوجه العموم لا يوجب الكفر باتفاق المسلمين. و بهذا يتبين معنا ان الكفر و الفسق و الظلم ألفاظ كثيرا ما تتوارد في القرآن على معنى واحد، و عليه يصح أن يوصف بها من لم يحكم بما أنزل اللّه، و القصد التغليظ على من لم يحكم بالحق، سواء أحكم بالباطل، أو استنكف عن الحكم سلبا و إيجابا، و نفس الشيء يقال فيمن يحكم عليه بحكم اللّه فيستنكف عن تنفيذه و الإذعان له. و بهذه المناسبة نشير إلى أن الفقهاء اتفقوا على ان من جحد حكما شرعيا ثبت بإجماع المسلمين كوجوب العدل و الصلاة و حرمة الظلم و الزنا فهو كافر، و من خالفه مقرا به فهو فاسق. و لا ريب أن الظالم، سواء كان قاضيا أو سلطانا، جحد بفعله و لسان حاله كثيرا
2 سال پیش در تاریخ 1401/11/30 منتشر شده است.
55 بـار بازدید شده
... بیشتر