هل نحن ممهدون و مستعدون لإقامة الدولة الكريمة؟

32 بار بازدید - 2 سال پیش - "اللّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في
"اللّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الإسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ" * الدولة الكريمة طموح إنسانيّ تمثّل تلك فقرة من الدعاء الطموح الإنسانيّ بقيام الدولة الكريمة، تلك الدولة التي تضمن لكلّ فرد من أفراد البشريّة الحياة الآمنة المستقرّة، والتي لا يشوبها خوفٌ ولا ظلم ولا فساد. وفكرة قيام الدولة الكريمة ليست مجرّد أمنية لا أمل منها، ولا مجرّد كلمات يردّدها الداعي لا معنى حقيقيّاً وواقعيّاً من ورائها، وإنّما هي جزء ثابت من عقيدة الإنسان المؤمن، وأمرٌ حتميّ لا شكّ في تحقّقه، ولا ينقصها سوى الاستعداد والسعي والعمل، والانتظار الموجَّه؛ ولذلك كان التأكيد عليها في كلّ ليلة من شهر رمضان، الذي هو أفضل أشهر السنة، وأفضل أوقاتها، وأكثر الأحوال التي يكون الداعي فيها في معرض إجابة دعائه. * أركان الدولة في الدعاء يتوقّف قيام أيّ دولة على أركان ثلاثة: قانون وقائد وشعب، وعلى عنصرين إضافيّين: هدف تسعى إلى تحقيقه، وطرق أو أساليب تعتمدها لتحقيق هذا الهدف. ويبيّن جوهر دعاء الافتتاح هذه الأمور كلّها، بلغة الدعاء وأسلوب المعصوم الخاصّ: - الركن الأوّل: قانون الدولة الكريمة، وهو الإسلام العزيز؛ "تُعِزُّ بِهَا الإسْلامَ" بمعنى حاكميّته وإجرائه ومرجعيّته، دون سيادة أيّ قانون آخر عليه، ويكون في المقابل قانون النفاق والكفر ذليلاً لا سلطة له ولا مرجعيّة ولا حاكميّة ولا إجراء "وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ". - الركن الثاني: هو الشعب؛ "وَأَهْلَهُ"، وهو عزّة أهل الإسلام، بمعنى عيشهم أحراراً سعداء بكلّ شؤونهم الدنيويّة والأخرويّة، فيبسطون سيطرتهم على أرجاء المعمورة، ويعملون بقانون الإسلام العزيز الذي لا ظلم فيه، ويقيمون أحكامه وحدوده وشعائره، وفي مقابل ذلك يكون أهل النفاق أذلّاء لا يقدرون على تحقيق ظلمهم، ولا يعلون ولا يستكبرون، يقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: 33). - الركن الثالث: هو القائد؛ وهو المعصوم في هذه الدّولة بحسب عقيدتنا، وأنّه لا بدّ من أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً. وهذا القائد هو الإمام الحجّة المهديّ المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف فهو من يقوم بحفظ القانون الإسلاميّ وتطبيقه على الناس، ويسير بالدّولة إلى تحقيق أهدافها، فعن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكّراً ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما لي أراك متفكّراً تنكت في الأرض؟ أرغبة منك فيها؟ فقال عليه السلام: "لا والله، ما رغبتُ فيها ولا في الدنيا يوماً قطّ، ولكن فكّرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهديّ، الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، تكون له حيرة وغيبة يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون" ...... - قائدها: المعصوم ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ (الحاقة: 40) متمثّلاً بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، الذي هو امتداد لحقيقة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهدافه، كما وصفته الرواية الواردة عن جابر بن عبد الله الأنصاري حين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المهديّ من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً، يكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الأمم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملؤها عدلاً وقسطا ًكما مُلئت جوراً وظلماً"
2 سال پیش در تاریخ 1401/01/26 منتشر شده است.
32 بـار بازدید شده
... بیشتر